صدى الفكر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.sadana.yoo7.com * صدى الفكر * www.sada.tk


    التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء الرابع عشر

    صدى الفكر
    صدى الفكر
    Admin
    Admin


    السمك الثعبان
    تاريخ التسجيل : 18/03/2010

    التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء الرابع عشر Empty التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء الرابع عشر

    مُساهمة من طرف صدى الفكر الأحد سبتمبر 05, 2010 5:41 pm

    المبحث الثاني


    المعالم النفسية لدى الشخصية اليهودية


    مهما درست الشخصية (الفارسية) – وسليلتها الشيعية – من الناحية النفسية، فإن شخصية مشابهة تقفز إلى الذهن، وتراود صفحة الأفق. تلك هي الشخصية اليهودية. فحين تبحث عن عناصر الشخصية (الفارسية)، تجد في كل خطوة تخطوها ما يشير إلى التشابه بين الشخصيتين: الفارسية واليهودية، حتى تنتهي إلى أن الشخصيتين تتشابهان تماماً، بحيث يمكن القول: إن كل سمة أو عقدة أو مرض نفسي في هذه، موجود في تلك. وهذا ما نجده واضحاً حين نقارن بين ما تحدث عنه القرآن الكريم من صفات اليهود وأخلاقهم وسماتهم النفسية، وبين ما نجده واقعاً من ذلك لدى جمهور المتشيعين بتشيع الفرس. وهذا يشير حتماً إلى أن العلاج يتشابه بقدر ما بين الشخصيتين من تشابه وتقارب نفسي. وعندها ربما لا نحتاج لغير ما ورد في القرآن الكريم من وسائل وأساليب طبقها الرسول العظيم rفي تعامله مع اليهود، ومواجهته لخطرهم.
    قادتني هذه الملاحظة - بعد أن انتهيت من كتابة مسودةالكتاب بعدة أشهر -إلى أن أبحث عما كتب من دراسات نفسية عن اليهود، فوجدت الأمر كما توقعت تماماً ! حتى كأن ما كتب عن اليهود هو نفسه الذي كتبته عن الفرس أو الشيعة المتأثرين بهم.
    ولا عجب!
    فإن التحليل النفسي يوصلنا إلى أن الأساس واحد في الحالتين؛ إذ تبدأ العقد النفسية في الشخصية اليهودية من المبدأ نفسه الذي انطلقت منه العقد النفسية الفارسية: شعور القلة العددية بالضعف والخوف ضمن الكثرة المهددة المحيطة بها. ومن هذا الشعور نتجت (عقدة النقص) و(عقدة الاضطهاد)، وتسلسلت باقي العقد بالطريقة نفسها التي ذكرناها عن الفرس.
    وإذا كان هذا التشابه قد ثبت من خلال النظر في الواقع - تجريبياً ونظرياً - فإن هذا يستلزم أن ما حكاه القرآن العظيم عن اليهود – تشخيصاً وعلاجاً - يمكن إنزاله على أولئك الذين دانوا بتشيع الفرس، وهم عامة الشيعة اليوم.
    وهذا يدعوني إلى أن أقسم هذا المبحث إلى قسمين:
    القسم الأول:عن الشخصية اليهودية من خلال الدراسات النفسية الحديثة.
    القسم الثاني:عن الشخصية اليهودية في القرآن.


    القسم الأول


    الشخصية اليهودية


    من خلال الدراسات النفسية الحديثة


    اتخذ اليهود تجمعات سكانية انعزلوا بها عن المجتمعات غير اليهودية التي تحيط بهم، شعوراًمنهم بالخوف وطلباً للأمن والحماية من المحيط المهدد لهم. مثل (حارة اليهود) في مصر، (وقاعة اليهود) في اليمن1. و(القاهال) في شرق أوروبا وهي كلمة عبرية تعني جمهورا أو جماعة كبيرة من الناس في مكان واحد2. و(الجيتو) وهو عبارة عن حي أو عدد من الشوارع المخصصة لإقامة اليهود. و(الشتتل) ومعناه (المدينة الصغيرة) وجاء في وصفه أنه حي قذر، شوارعه ملتوية كمناقشات التلمود، تخرج منها حوارٍ وأزقة وزرائب خلفية. وأغنى اليهود فيها يمكن أن يكون في إحدى صور أربع: غني أو فقير، بائع متجول أو صانع)3.
    وهذا يذكرني بـ(حي الثورة) الشيعي القذر - والذي صار بعد الاحتلال يسمى بـ(مدينة الصدر) - وسائر التجمعات الشيعية في بغداد. لقد تأسست هذا الحي في عهد الرئيس عبد الكريم قاسم في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، عندما جلب له أعداداً غفيرة من مدينة (العمارة) في الجنوب، وأسكنهم فيه، وفي مناطق أخرى من بغداد كالشعلة والشاكرية. وظلت (الثورة) تعاني من القذارة والإهمال والعشوائية في البناء، حتى أعاد بناءها وتفصيلها تفصيلاً حديثاً الرئيس صدام حسين في بداية الثمانينيات، وسماها باسمه (مدينة صدام). لكنها سرعان ما عادت إلى سابق (عزها) كأقذر تجمع سكاني في بغداد! ومثالاً يتباكى به الشيعة دليلاً على (الظلم والاضطهاد ومظلمة أتباع أهل البيت)
    دراسة الدكتورة سناء عبد اللطيف حسين في كتابها (الجيتو اليهودي)
    تحدثت الدكتورة سناء عبد اللطيف حسين في كتابها ( الجيتو اليهـودي ) عن الآثار النفسية الناتجة عن حياة اليهود في الجيتو، ولخصتها في جملة خصائص تجدها تتشابه تماماً مع تلك الخصائص النفسية لنموذج الشخصية الشيعية، التي استخلصتها من خلال الدراسة والتتبع الميداني! وأنا أنقل ما جاء من هذه الخصائص كما ورد بنصه:


    أولاً- الشعور بالاضطهاد والخنوع والإذلال
    لقد أثرت حيات الجيتو والتشتت والعزلة، وأحداث الاضطهاد التي عانى منها اليهود على سيكولوجيتهم، فأصبح مركب الخوف هو المركب النفسي السيكولوجي الموروث عن تجارب الاضطهاد لدى اليهود.
    وكان اليهودي يستجيب لهذا الاضطهاد الذي استمر قرونا ًطويلة، إما بموقف الذليل الخانع الذي يتسم بالمازوخية، أو يستجيب بالرحيل والهجرة إلى مكان آخر يتصوره أقل ظلماً وأرحب صدراً1.
    وهذه هي عقدة الاضطهاد وعقدة النقص أو الدونية، والسلوك الماسوشي لدى الشيعة.


    ثانياً- تحقير الذات
    هذا وقد تطور الشعور بالاضطهاد والخنوع والإذلال إلى شعور بكراهية النفس والخزي والعار وتحقير للذات اليهودية. والنظريات المعاصرة في الطب النفسي والخاصة بالظواهر النفسية النفسية الداخلية تقر أن المشاعر الإنسانية تتطور، فكل شعور يؤدي إلى شعور آخر، وهذا ما حدث لليهود إذ تطور الشعور بالاضطهاد آلي شعور بكراهية الذات اليهودية واحتقارها2.
    والشعور بالخزي وكراهية النفس وتحقير الذات ، التي ميزت يهود الجيتو ، تسمى
    بالتعبير السيكولوجي العلمي (الشعور بالدونية ). ويرجع ذلك إلى الإحساس بالاضطهاد كعنصر مميز للتكوين السيكولوجي الإسرائيلي3.
    وهذه هي عقدة النقص أو الدونية أوعند الشيعي.


    ثالثاً- الشعور بالحقد والكراهية نحو الآخرين






    أيضا من الآثار السيئة التي تكونت في نفسية يهود الجيتو، الحقد وكراهية الآخرين.
    فحياة اليهود داخل الجيتو قروناً طويلة جعلتهم لا يشاركون المجتمع، بل انكبوا على دراسة ماضيهم دون النظر إلى المشاركة في التطور الذي يسير فيه العالم - كما سبق أن ذكرنا - وكان نتيجة ذلك تخلف اليهود؛ لذلك أخذوا ينظرون إلى هذا التقدم في البلاد التي يعيشون فيها نظرة حقد وكراهية.
    وهكذا تأصلت هذه الخاصية في كيان يهود الجيتو حتى أصبحت ضمن مكونات شخصياتهم، فامتلأت نفسياتهم بالحقد على الغير، حتى بين اليهود بعضهم وبعض: حقد
    على الغني من الفقير، وعلى القوي من الضعيف، وعلى السعيد من الحزين1.
    وهذه هي عقدة الحقد عند الشيعة.


    رابعاً – العدوانية والعنف
    من ناحية أخرى أدت العزلة النفسية التي عاش فيها اليهود عبر قرون طويلة إلى اتصاف اليهود بعقلية قاسية تميل إلى الشر والهدم وسفك الدماء. وأصبحت الشخصية اليهودية التي عاشت في الجيتو شخصية عدوانية. فقد كان لحارات الجيتو الفضل في الحفاظ على العنصر اليهودي في شكلها المرضي الذي أصبح داء عضالا، حتى انقلب إلى موقف رفض للاندماج، ثم إلى عداء للإنسانية؛ فانقلب يهود الجيتو المضطهد الذليل إلى وحش كاسر عندما أتاحت له ظروف الاستعمار أن يقيم دعائم الصهيونية، فمارس كل ما عرفه من صنوف الإذلال والتعذيب على مدى قرون داخل الجيتو على المستضعفين من عرب فلسطين.
    وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام : كيف استطاع اليهودي الجبان ، الذليل ،الخانع ،
    المنطوي ، المنعزل ، الذي عاش على هامش المجتمع أن يتحول إلى سفاح طاغي ، يتفجر نشاطاً عدوانياً؟
    للإجابة على السؤال السابق نستطيع أن نقول:إنه لا بد أن هناك أحداثاً كانت لها صلة بحدوث تغير عميق في البناء النفسي ليهود الجيتو، نتج عنها هذا التحول. ويبدو أن أحداث فتك النازيين ببضعة ملايين من اليهود – في المعسكرات النازية – كانت بمثابة نقطة تحول في السلوك اليهودي، حيث أن تفسير أي سلوك إنما يرتد إلى نمط علاقة الفرد بالآخرين. أي نمط بناء الشخصية. وهذا يرتد في نهاية الأمر إلى ما يطلق عليه (هوية الذات) أو (هوية الأنا).
    ومن الثابت أن (هوية الذات) إنما هي نتاج عملية (التوحد) بالآخرين، تلك العمليات التي تعتبر المحور الأساسي في مدان علم النفس. وهذا المحور هو محور (الأنا- أنت). فبناء الأنا النفساني توضع لبناته الأولى على غرار مكونات الأنا لدى من قام على شؤون الصغير أي الأم والأب. وبناء على ما سبق نستطيع أن نفسر كيف






    تحول اليهودي من الاستكانة إلى العنف والعدوان، إذ أن ذلك تم عن طريق عملية التوحد الجديدة فيما يختص بهوية اليهود في الحقبة اللاحقة للحرب العالمية الثانية. وهو ما يطلق علية عملية (التوحد بالمعتدي). والتوحد بالمعتدي هي حيلة لا شعورية تُصطنع للتغلب على الخوف من المعتدي، بمعنى أن الصبية اليهود ومن كان منهم في أول شبابهم، من الذين قبض عليهم وعلى آبائهم في أوربا، أودعوا في معسكرات الاعتقال النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم أفرج عمن بقي منهم على قيد الحياة بعد هزيمة النازيين. مما لا شك فيه أنهم توحدوا بجلاديهم النازيين.
    وفي دراسة قام بها الطبيب النفساني اليهودي (منكوفكس ) في كتابه بعنوان (مبحث في علم النفس المرضي) ص285 يتحدث عن الأطفال اليهود في معتقل (بوخنفالد)، يقول: (إن التخدير الوجداني – أي انعدام الاستجابة العاطفية لدى مرضى العقل – ليس إلا علامة من علامات التدهور النفسي، خاصة بين الشباب اليهود بعد بقائهم فترة طويلة في معسكرات الاعتقال وهم في سن اللعب. فأطفال معسكر بوخنفالد نشأ عندهم مرض البارانويا - توهم الاضطهاد لدى مرضى العقل -).
    والتوحد بالمعتدي ليس أمرا قاصرا على أطفال (بوخنفالد ) وغيرهم من المعتقلات النازية الأخرى ، بل قد يتم التوحد بالمعتدين طريق التعاطف اللاشعـوري ، بمعنـى
    التحليل النفسي.
    وعلى هذا يمكن القول أن يهود أحياء الجيتو قد توحدوا بالمعتدي، وبالتالي فإن أفراد الشعب اليهودي في فلسطين من غير خريجي المعتقلات ،قد توحدوا بالمتوحدين بالمعتدي من شباب المعتقلات. بمعنى أنهم توحدوا بهم عن طريق العدوى أو التعاطف اللاشعوري لاتصالهم المباشر بهم. وقد نتج عن مركب الخوف وتوهم الاضطهاد والتوحد بالمعتدي – السابق ذكره – أن قام اليهود بأعمال العنف ضد العرب من قتل وذبح وطرد ومصادرة أراضي واغتصاب منازل؛ لأنهم يعتقدون في أنفسهم أنهم إذا لم يقوموا هم بالاعتداء على العرب فإنهم سوف يكونوا في وضع المعتدى عليهم مثل الماضي،
    ومن ثم تولد عند اليهود شعور بأن كل من حولهم أعداء لهم1.
    وهذه هي العدوانية أو عقدة الاعتداء عند الشيعة، التي تحدثنا عنها وعن جذورها، وتفجرها بعد الاحتلال الصليبي للعراق. وعلاقة حيلة (التوحد أو التماهي بالمعتدي) النفسية، والبحث عن الذات وعقدة الاضطهاد وعقدة التوجس أو الخوف من الآخر بالموضوع. وهي أمراض وعقد نفسية متشابهة لدى الفريقين حذو القذة بالقذة.


    خامساً – التشاؤم واليأس وفقدان الأمل والتشكك
    يعتبر التشاؤم واليأس من الخصائص المميزة لشخصية يهودي الجيتو. وقد أثبتت نتائج البحوث التي أجريت في مجال الصحة النفسية الإسرائيلية أن التشاؤم واليأس وفقدان الأمل في



    المستقبل، والتشكك حيال الآخرين وحيال بعضهم البعض من الخصائص المميزة لشخصية يهودي الجيتو خاصة الأشكنازيم1 منهم. حتى إنهم أخذوا يفقدون الأمل في الخلاص وأصبحوا يتشككون في مقدرة الرب لنصرتهم. وفي ذلك يقول (ماكس نوردو) :
    (إن اليهود يئنون تحت ظروفهم البائسة في أوربا الغربية ويبحثون عن الخلاص، ولكنهم فقدوا ذلك الإيمان الذي كان يساعدهم في تحمل العذاب واعتباره مجرد قصاص من إله يحبهم. كما فقدوا الأمل في مجيء المسيح المنتظر الذي سيخلصهم)2.
    وهذا هو الشعور بالإحباط عند الشيعة، والنفسية التشاؤمية المتشككة الحزينة لديهم.
    واليأس من الخلاص الذاتي النابع من عقدة النقص، واستبطاء تحقق خرافة مجيء المهدي المنتظر؛ الذي يدفعهم على الدوام إلى التعلق بالخلاص على يد الغازي أو المحتل الأجنبي، ومناصرته والتمسك به، إلى أن يفقدوا الأمل به ثانية وتتقاطع مصالحهم فيسلط الله بعضهم على بعض، ويذيق بعضهم بأس بعض، مأزورين غير مأجورين. ومن الأمثلة التاريخية على خيانة اليهود ونقضهم العهود ما فعله يهود بني قريضة من التحالف مع المشركين وجلبهم لغزو وطنهم (المدينة المنورة) نكايةً بمواطنيهم المسلمين. وهو ما فعله ويفعله الشيعة على الدوام.


    سادساً – الشعور بالتمايز
    كان الشعور بالتمايز هو الخاصية النفسية الأخرى التي لها جانب كبير في التكوين السيكولوجي ليهود الجيتو خاصة في أوربا.والشعور بالتمايز مصطلح يشير في العلوم الاجتماعية إلى العملية التي يحدث عن طريقها الانفصال والتفرقة والتفاضل بين الأفراد والجماعات على أساس محكّات موضوعية مثل العنصر أو الدين أو السلالة أو مستوى الذكاء أو التعليم ... الخ. ويصاحب هذه العملية تمايز اجتماعي من ناحية المرتبة الاجتماعية والفروق الثقافية والوظيفة والاقتصاد... إلخ.
    وقد أخذت هذه الخاصية - من قبلُ - صورة النقاء العنصري وشعب الله المختار، ولكن الآن في دولة (إسرائيل ) قد آخذت هذه الخاصية شكلاً آخر، حيث أصبح الشعور بالتمايز يأخذ صورة التفوق العقلي والذهني لليهود الغربيين.ونظراً لاختلاف العناصر الأساسية للتنشئة الاجتماعية لليهود القاطنين في حارات الجيتو في مختلف بلدان العالم، لذلك نجد أن الجيتو في كل بلد قد ترك بصماته على حياة اليهود في إسرائيل.
    ولتوضيح ما سبق، يكفينا أن ندلل على وجود فوارق اجتماعية كبيرة بين الطوائف اليهودية في إسرائيل، حيث اكتسب اليهود القاطنين في حاران الجيتو في أوربا شعوراً بالتفوق والامتياز. وكان
    هذا الشعور ضمن العناصر الأساسية التي تضمنتها تنشئتهم الاجتماعية، وبالتالي أصبح ضمن مكونات تركيبهم السيكولوجي. فاليهودي الغربي (الأشكنازي)يعتبر نفسه أكثر حضارة ومدنية وثقافة من اليهودي الشرقي (السفاردي)1.
    (إن الرواسب الذهنية للتفرقة والخلافات القديمة كان لها دورها الفعال في الشعور
    بالتمايز. والتحليل النفسي لهذا التمايز الناتج عن الرواسب الذهنية القديمة تحمل في طياتها الشعور بالبغض والجفاء من جانب اليهود الأشكنازيم تجاه اليهود السفارديم الذين كانوا يترفعون عليهم في الماضي بما لديهم من ثقافة وعلم نتيجة اتصالهم بالحضارة العربية الغنية بألوان الثقافة والمعرفة والأدب والفلسفة والشعر، في الوقت الذي كان يعيش فيه يهود أوربا في ظلمات الجهل والشعوذة في الجيتو المغلق. وهذه الرواسب القديمة تركت أثرها السيكولوجي على نفسية اليهود الأشكنازيم الذين سنحت لهم الفرصة لكي يعوضوا ما مر بهم من بؤس بالانتقام من اليهود السفارديم. وهذا هو الشعور الذي يتعرض له الإنسان المضطهد عامة حين تتاح له الفرصة فينفس عن شعوره باضطهاد الأقل منه قوة. ومن ناحية أخرى، فقد جاء في نشرة مجلس الطائفة السفاردية في القدس:
    (إن ما يكرهه يهود أوربا الشرقية في إخوانهم اليهود الذين يأتون من الشرق، هو حقيقة أن هؤلاء اليهود يذكرونهم بأحوالهم الاجتماعية والثقافية التي كانوا يعيشونها منذ بضعة عقود في حارات الجيتو في روسيا و بولندا. وأن رغبتهم في نسيان هذا الماضي هو الذي جعلهم يرفضون السفارديم الشرقيين)2.
    وهذه هي عقدة السيد النابعة من عقدة النقص لدى الشيعة. تأمل كيف يسمون أهل السنة (أبناء العامة)؟! فهم الخاصة إذن. على طريقة (شعب الله المختار).


    سابعاً – التعصب
    كان من أثر الجيتو أن تولدت في نفوس اليهود مرارة دفينة، وغلبهم خوف متواصل جعلهم يتمسكون بكيانهم ويتعصبون لدينهم، وأصبحوا لا يميلون إلى التعامل مع الأجانب. ويوماً بعد يوم كان هذا التعصب ينمو و يزداد. والتعصب في الحقيقة تعريف سيكولوجي يهدف إلى عزل الأفراد والجماعات المتعرضة بعضها عن بعض وإقامة الحدود الفاصلة بينها. والتعصب أيضا يعتبر مظهراً من مظاهر الجنوح في تأكيد الذات واحترامها. والمغالاة في هذا الجنوح يصل بالفرد إلى أن يعشق ذاته ويحرص على تضييق عالمه الخاص به . وهذا ما فعله اليهود فعلاً ، ولا سيما من خلال فكرة شعب الله المختار والبقاء العنصري




    ويقرر (إمبري) أن التعصب يعتبر نوعاً من أنواع النرجسية Narcisismeوعشق
    الذات . والمغالاة في عشق الذات تجنح بالأفراد إلى ضروب مختلفة من كره ومقت
    الأفراد الآخرين الذين يختلفون عنهم.
    وهذا الشعور بلغ أقصاه عند اليهود. فحبهم لأنفسهم وعشقهم لذاتهم جعلهم يكرهون جيرانهم، بل ويعتبرون كل من هو غير يهودي: أجنبياً وغريباً عنهم .
    ومن المعروف أن الطفل في سنواته الأولى يتعلم كيف يميز بين الأشخاص والأشياء، ويصبح من هذه اللحظة قادراً على ممارسة العلاقات الاجتماعية. ويتعلم كيف يحدد لنفسه المسافة الاجتماعية بينه وبين غيره. وتنشئة الطفل اليهودي في الجيتو ركز على تعليمه الأنماط السلوكية التي تتسم بالتعصب. كما ركزت أيضا على تشكيل شخصيته بطريقة عملت على اتساع هوة البعد الاجتماعي بينه وبين غيرهم.
    ويظهر التعصب أيضا عندما ينظر الفرد أو الجماعة إلى ثقافته أنها الثقافة الراقية بالفطرة. ويتضمن هذا الاتجاه حكماً بالدونية على الثقافات الأخرى. وهذه في الواقع نظرة اليهود إلى ثقافات الشعوب الأخرى .
    ونجد في قصيدة (أغنية المهد ) التي كتبها (شاؤول تشرنيخوفسكي) للتعبير عن تعصب اليهود لجنسهم حين يقول :
    يهودي أنت يا بني
    في هذا سعادتك وأيضاً مصيبتك
    فصيلة من سلالة شعب عريق
    تفوق عظمتك الشعوب1
    وهذه هي عقدة التعصب لدى الشيعة، بكل حيثياتها التي تحدثنا عنها سلفاً. حتى في تربيتهم لأطفالهم، وكيف يغذونهم الحقد على غيرهم، ويغرسون فيهم الشعور بالخوف منهم، والعزلة النفسية عنهم. وهذا من أهم أسباب الشعور بالاغتراب.


    ثامناً- الشعور بالاغتراب
    كما سبق أن ذكرنا أنّ اليهود كانوا يعيشون في الجيتو بقلوبهم وعقولهم في نطاق حدود تراث مرتبط بالدراسات الدينية والرقعة المادية المحدودة للجيتو؛ مما جعلهم دائماً
    وأبداً مختلفين ومتغايرين عمن حولهم. وكانوا دائما عنصراً أجنبياً وغريباً في أي مجتمع. بالإضافة إلى ذلك فإن الشعور بالاضطهاد وعدم الاستقرار، كل ذلك جعل اليهود يعيشون في حالة اغتراب ونفي دائمة
















    والنظريات المعاصرة في الطب النفسي، والخاصة بالظواهر النفسية الداخلية تؤكد
    على أن نقص الضمان الاجتماعي يؤدي إلى حالة من الانحسار الروحي، والانكماش النفسي والقلق والشك واليأس، ثم تتفاعل هذه المشاعر ويتولد عنها حالة الاغتراب.
    والظروف التي مر بها اليهود من عزلة داخل أحياء الجيتو، وانفصالهم عن العالم الخارجي، وتعرضهم للاضطهاد أحياناً، كل ذلك جعل اليهود يصابون بتلك الظواهر النفسية التي نتج عنها إصابة اليهود بحالة الاغتراب1.
    الشعور بالخوف من المحيط - بعنصريه: الطبيعة والإنسان – مغروس عميقاً في النفسية الشيعية. ومن هنا نشأ عنده الشعور بالاغتراب، وما يتبعه من الشعور بالاضطهاد. وهو أساس الشعور بعدم الانتماء إلى المحيط أو الولاء للوطن.الذي استتبع قابلية الاستعمار أو الاستدبار عند جمهور الشيعة.


    تاسعاً – الشعور بعدم الانتماء للجماعة والولاء للوطن
    نتج عن عزلة اليهود رفض الانتماء، وعدم التفاعل الحقيقي مع المجتمع، وتقليص عناصر الولاء القومي. وهناك بعض العقائد التي تميزت بها طبيعةالحياة الفكرية والمعيشية في الجيتو، زادت من شعور اليهود بعدم الانتماء للجماعة، وساعدت على انفصالهم عن جيرانهم. منها عقيدة المسيح المنتظر الذي سيقود اليهود إلى صهيون. وحيث أن هذه العقيدة كانت تسيطر على كيان اليهود وفكرهم فقد فتر الإحساس بالارتباط بالمكان الذي يعيش فيه اليهود في شتاتهم؛ لأنهم ينتظرون المسيح الذي قد يظهر في أي وقت فيضطرون إلى ترك هذا المكان الذي يعيشون فيه، ويتبعون المسيح المخلص إلى وطنهم الحقيقي، إلى الأرض المقدسة؛ من هنا فقد اليهود في شتاتهم الشعور بالانتماء للجماعة، أو الولاء للوطن الذي يعيشون فيه2.
    عاشراً – حب المال والبخل
    من ناحية أخرى فقد ولدت حياة الجيتو صفة البخل عند اليهود، حتى أصبح حب المال والبخل ضمن مكونات الشخصية اليهودية التي عاشت في حارات الجيتو.فقد سبق أن أشرنا إلى أن اليهود اشتهروا من قديم الأزل بحب المال والحرص على جمعه. وقد ساعدت ظروف الاضطهاد التي أحاطت باليهود أحيانا في بعض حارات الجيتو - بالإضافة إلى
    شعورهم بأنهم يشكلون فئة منبوذة ومنعزلة - إلى جعل اليهود قلقين في أعماقهم، ولا يطمئنون على استمرار ملكيتهم لأي شيء




    ومن هنا أصبح المال يمثل شيئاً جوهرياً في حياتهم، ونمت عندهم صفة حب المال والحرص علية وعبادة لدرجة البخل الشديد عند الكثير منهم، حيث أدت الصفة المادية للشخصية اليهودي إلى صفة أخرى هي الشخصية البخيلة، حتى أنها أصبحت اصلاً من الأصول المكونة لنفسية اليهودي1.
    وهذا يشبه ما عليه علماء الشيعة ومراجعهم وسادتهم من حب المال، والحرص على جمعه، والبخل بإنفاقه على مستحقيه. ولحبهم المال وتعلق نفوسهم الشديد به اخترعوا خمس المكاسب وثلث الأموات (وهو أن يوصي الميت من باب الاستحباب يعطوا ثلث أمواله إلى المرجع الديني!) والحقوق الشرعية وحق الجد، ورد المظالم (وهو أن يدفع من كانت عليه مظلمة أو تقصير في حق شرعي، أو ترك واجباً مبلغا من المال إلى المرجع لتغفر له مظلمته). وغيرها من المسميات الباطلة. واستحوذوا على الصدقات والكفارات والذبائح والنذور، واحتجنوها لأنفسهم. وأجازوا الربا2، واستحلوا سرقة أموال (الآخر)، وأخذ ونهب أموال الدول التي يعيشون فيها. وغيرها وغيرها. حتى روى الكليني عن أبي عبد الله أنه قال: ما من شيء أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام. وإن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل أُحد. وفي رواية : درهم يوصل به
    الإمام أفضل من ألف ألف درهم فيما سواه من وجوه البر3.
    حادي عشر – الخوف والشعور بعدم الأمن والأمان خارج حدود الجيتو
    من ناحية أخرى أثرت حياة الجيتو على اليهود الذين عاشوا بين جدرانه، حيث أصبح الخوف الناتج من توقع العدوان ضمن مكونات الشخصية اليهودية. لذلك نجد أنه على الرغم من المستوى الحضاري المتدني والفكر المتخلف الذي ساد الحياة في الجيتو، إلا أن اليهود كانوا يعيشون بالأمان داخل حدوده، وكانوا ينظرون إلى العالم الخارجي بعين الشك والريبة، وأنه عالم مليء بالأخطار لدرجة أنه عندما حاولت اليهودية الإصلاحية أن تهدم أسوار الجيتو، وأن تستجيب لنداء الاندماج بعد أن انطلقت شعارات الحرية في العصر الحديث، رفض الصهيونيون هذا الأمر، وعملوا على إقامة دولة إسرائيل لتكون جيتو كبيراً يعيش في ثناياه يهود العالم حتى يشعروا بالأمان



    وامتد هذا الفكر الجيتوي الذي ساد بين اليهود طيلة قرون عديدة ليجعل قادة الصهيونية يقررون إقامة الأسلاك الشائكة، وبناء الأسوار حول مكان إقامتهم حتى بعد ما تجمعوا في أرض الميعاد في دولة إسرائيل1.
    ويصف ( فرديناند زفايج ) – الباحث اليهودي – شخصية الشباب الإسرائيلي الأشكنازي فيقول : (إنه يشعر كما لو كان محاطاً بتهديد مستمر بالإفناء)2.
    وهذا الخوف وعدم الشعور بالأمان من المحيط الخارجي، هو الدافع وراء التعصب الطائفي الشديد عند الشيعة، والتعلق الطفلي بالمرجعية، فلا يشعرون بالطمأنينة إلا داخل هذه الأسوار الوهمية.


    دراسات أخرى
    وقد أجمعت على هذا الدراسات الأخرى التي اطلعت عليها. واتفقت على وجود وتسجيل جميع العقد والأمراض والسمات النفسية والسلوكية التي توصلتُ إلى تشخيص وجودها في الشخصية (الفارسية) وسليلتها الشيعية مثل:عقدة النقص أو الدونية، الاستخذاء، عقدة السيد، عقدة الاضطهاد، عقدة الحقد، العدوانية أو عقدة الاعتداء، عقدة الانتقام، الهُجاس، التعصب، الغدر، الخداع، عدم الاعتراف بالآخر، استحلال ما عند الغير، السادو- ماسوشية، التوحد بالمعتدي،التعلق بالمال، العقلية الخرافية،خيانة الوطن،البارانويا (هذاء الاضطهاد)3. وتكرار المذابح اليهودية

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 9:58 pm