لمحات عن دراسة أدوات الشرط وأحكام الشرط والجزاء في القرآن الكريم
ليس في القرآن من أدوات الشرط متى، أيان، إذما.
2- وقع المضارع المنفي بـ(لا) فعلاً للشرط بعد (إن) الشرطية في قوله تعالى:
1- {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض} [8: 73].
2- {إلا تنفروا يعذبكم} [9: 39].
3- {إلا تنصروه فقد نصره الله} [9: 40].
4- {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [11: 47].
5- {وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن} [12: 33].
وبعد (من) الشرطية في قوله تعالى:
1- {ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض} [46: 32].
وقال [العكبري:2/21] : «الجزم بإن ولم يبطل عملها بلا؛ لأن (لا) صارت كجزء من الفعل، وهي غير عاملة في النفي، وهي تنفي ما في المستقبل وليس كذلك (ما) فإنها تنفي ما في الحال، ولذلك لم يجز أن تدخل (إن) عليها، لأن (إن) الشرطية تختص بالمستقبل، و(ما) لنفي الحال».
3- الشرط وما عطف عليه لا يكون إلا جملة فعلية، وكذلك صلة اسم الموصول المضمن معنى الشرط؛ ولذلك خطأ أبو حيان العكبري في إعراب (أو به أذى) جملة اسمية معطوفة على (كان) الواقعة شرطًا في قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام} [2: 196]. قال أبو حيان: (أذى) فاعل للجار والمجرور، أو جملة اسمية معطوفة على (مريضا) أو هي على حذف «كان» [البحر:2/75]، [المغني:2/146] لم يعرض العكبري لهذا الإعراب في كتابه [إملاء ما من به الرحمن:1/48] وقد يكون عرض لهذا في كتاب آخر.
4- جاء فعل الشرط مضارعا مرفوعًا في قراءة شاذة في قوله تعالى:
{أينما يوجهه لا يأت بخير} [16: 56]. قرئ «يوجه» [ابن خالويه:73-74]. [البحر:5/520]، وانظر [ص:193].
5- شرط الجواب الإفادة: ولذلك لا بد من مغايرته للشرط لفظًا ومعنى، فلا يجوز أن تقول: إن يقم زيد يقم، كما لا يجوز في الابتداء: زيد زيد – [البرهان:2/368]، [الهمع:2/59].
وما أوهم الاتحاد أول كقوله تعالى:
1- {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} [5: 67].
أي وإن لم تستوف ما أمرت بتبليغه. البحر 3: 529، الكشاف 1: 353، البرهان 2: 368.
2- {من يهد الله فهو المهتدي} [7: 178].
المعنى: من يرد الله هدايته، البرهان 2: 368.
3- {وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد} [13: 5].
أي إن يقع منك عجب فليكن من قولهم: «أئذا كنا ترابا . . . ». وكأن المعنى: الذي ينبغي أن يتعجب منه هو إنكار البعث، لأنه تعالى هو المخترع للأشياء. [البحر:5/365]، [الكشاف:2/279].
4- {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها} [17: 7].
في [شواهد التوضيح:210]: «وقول حذيفة رضي الله عنه: (ولو مت مت على غير الفطرة) شاهد على وقوع الجواب موافقا للشرط لفظًا ومعنى، وهو أحد المواضع التي يعرض فيها للفضلة توقف الفائدة عليها، فيكون لها بذلك في لزوم الذكر ما للعمدة. ومنه قوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} فلولا (غير الفطرة) و(لأنفسكم) لم يكن للكلام فائدة».
5- {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} [25: 71].
أي أنشأ التوبة، أو أراد، [البحر:6/516]، [البرهان:2/386]، [الجمل:3/270].
6- {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} [26: 130].
حمل على الإرادة، لئلا يتحد الشرط والجزاء، كقول زهير:
[البحر:7/33].
7- {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} [47: 38].
النكتة في ذلك تفخيم الجزاء، يعني من يبخل في أداء العشر فقد بالغ في البخل، وكان هو البخيل في الحقيقة. [البرهان:2/368].
8- {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته} [3: 192].
9- {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} [3: 185].
في [البرهان:2/368]: «وقد يتقاربان في المعنى كالآيتين، وقول: {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} [47: 38].
6- جاء رفع جواب الشرط، والشرط مضارع في الشواذ:
1- {أينما تكونوا يدرككم الموت} [4: 78].
قرئ في الشواذ: (يدرككم) بالرفع. [الكشاف:1/283]، [البحر:3/299]، [العكبري:1/106]، [المغني:2/127، 131]، [المحتسب:1/194].
2- {إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا} [28: 57].
قرئ برفع (نتخطف). [البحر:7/126].
امتنع الزمخشري من تخريج التنزيل على رفع الجواب مع مضى فعل الشرط في قوله تعالى {وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا} [3: 30].
فقال: لا يجوز أن تكون (ما) شرطية لرفع (تود). [الكشاف:1/184]، [المغني:2/131]، [العكبري:1/74]، [البحر:2/127-129].
والضمة في (لا يضركم) في قوله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا} [3: 120]. ضمة إتباع.
[معاني القرآن:1/231]، [العكبري:1/83]، [البحر:3/43]، [المغني:2/130].
7- جاء الجواب مضارعا مجزومًا، والشرط ماض بلفظ (كان) في قوله تعالى:
1- {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها} [11: 15]
2- {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} [42: 20].
3- {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها} [42: 20].
وفي [البحر:7/514] : ولا نعلم خلافا في جواز الجزم فإنه فصيح مختار إلا ما ذكره صاحب كتاب «الإعراب» وهو أبو الحكم بن عذرة عن بعض النحويين أنه لا يجيء في الكلام الفصيح، إنما يجيء مع (كان)، لأنها أصل الأفعال . . . ونص كلام سيبويه والجماعة أنه لا يختص ذلك بـ(كان) بل سائر الأفعال في ذلك مثلها، وأنشد سيبويه للفرزدق:
وقال آخر (هو الفرزدق أيضًا):
قرئ في الشواذ (نوفى) في {نوف إليهم أعمالهم} [11: 15].
في [معاني القرآن:2/5-6] : «أكثر ما يأتي الجزاء على أن يتفق هو وجوابه فإن قلت: إن تفعل أفعل فهذا حسن، وإن قلت: إن فعلت أفعل كان مستجازًا والكلام: إن فعلت فعلت، وقد قال في إجازته زهير:
8- جزم الجواب والشرط لفظ (كان) إنما جاء مع (من) الشرطية، ولم يجيء مع (إن) أو (ما) الشرطيتين:
وحذف الجواب مع (إن) التي شرطها لفظ (كان) هو أكثر أحوالها في القرآن.
9- إذا كان الشرط فعلا ماضيا بغير لفظ (كان) فلم يأت جوابه فعلا مضارعا مجزومًا في القرآن، وإنما جاء الجواب مضارعا مرفوعا منفيًا بلا، أو قبله (إنما) أو جملة طلبية أو اسمية أو غير ذلك.
10- لم يقع في القرآن أن يكون الشرط مضارعا، والجواب ماض، قال الرضي [2/242] : «لم يأت في الكتاب العزيز».
جاء ذلك في الحديث الشريف، واستشهد له ابن مالك بشعر كثير في كتابه [شواهد التوضيح:14-15].
وهو جائز عند الفراء واستدل له بقوله تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت} [26: 24]. إذ لا يعطف على الشيء غالبًا إلا ما يجوز أن يحل محله.
جاء ذلك في الشواذ: قرئ في قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} [7: 131]. قرئ (تطيروا) [ابن خالويه:45]، [البحر:4/370].
11- العطف على الشرط: جاء المعطوف مضارعا مجزوما، وجاء المعطوف ماضي اللفظ معطوفًا على ماضي اللفظ كثيرًا، أو معطوفا على مضارع مجزوم بلم؛ كقوله تعالى: {فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث} [4: 11].
وجاء عكس هذا، وهو عطف مضارع مجزوم بلم على ماضي اللفظ.
12- لم يجيء في القرآن معطوف ماضي اللفظ معطوفا على مضارع مثبت في الشرط، وجاء ذلك في العطف على الجواب؛ كقوله تعالى: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما} [33: 31].
{إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} [26: 4].
كما جاء في الجواب عطف المضارع على الماضي لفظًا؛ كقوله تعالى: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
ولم يجيء ذلك في العطف على الشرط، وإنما جاء معطوفا على مضارع مجزوم بلم؛ كقوله تعالى: {لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين} [7: 149].
13- في عطف المضارع على الشرط عطف بالفاء، وبثم، وبأو، وبالواو في آيات كثيرة.
وعطف الماضي لفظًا جاء بالواو، وبالفاء وبـ(أو)، وبـ(ثم).
14- جاء العطف بالجزم بعد (ثم) في العطف على الشرط في قوله تعالى:
{ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله} [4: 100].
وجاء الرفع والنصب بعد (ثم) على مذهب الكوفيين في الشواذ، قرئ بهما في الآية السابقة. [الكشاف:1/294]، [البحر:3/336-337]، [شواهد التوضيح:164]، [المغني:1/108]، [الدماميني:1/246].
نحو: {وإن تؤمنوا وتتقوا} [3: 179]. جعله ابن هشام مجزومًا على الراجح، أو منصوبًا بإضمار (أن) [المغني:2/136-137].
15- العطف على الجواب: جاء العطف على الجواب عطف مضارع على مضارع كثيرا، كما جاء في القرآن عطف مضارع على الجواب الذي هو جملة اسمية، كقوله تعالى: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون} [12: 60]. {وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم} [2: 271]. {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [7: 186].
كما عطفت جملة اسمية في قوله تعالى: {وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون} [36: 43].
وجاء عطف الماضي لفظا على الماضي لفظا في قوله تعالى: {وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} [17: 8]. {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} [22: 41].
16- في عطف المضارع على الجواب جاء العطف بالواو كثيرا كما جاء بـ(أو)، وبالفاء، وبـ(ثم)، وجاء عطف الماضي بالواو لا غير.
17- جاء في السبع العطف بالجزم، وبالرفع بعد الواو. وقال سيبويه «الرفع وجه الكلام».
1- {وإن تخفوها وتوتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم} [2: 271].
قرئ في السبع (ويكفر) بالرفع وبالجزم. [غيث النفع:56]، [الشاطبية:68].
[النشر:2/236]، [سيبويه:1/448]، [العكبري:1/65].
[الكشاف:1/163]، [البحر:2/325-326].
2- {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [2: 284].
قرئ بالرفع والجزم في (فيغفر، ويعذب) [غيث النفع:58]، [الشاطبية:170]، [النشر:2/237]، [سيبويه:1/447-448]، [الكشاف:1/171]، [البحر:4/433].
3- {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [7: 186].
قرئ في السبع بالجزم والرفع في (ويذرهم) [غيث النفع:110]. [الشاطبية:211]، [النشر:2/273]، [البحر:4/433].
4- {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
قرئ بالجزم والرفع في (ويجعل) [النشر:2/333]، [غيث النفع:183]، [الشاطبية:256]، [البحر:6/484-485].
18- جاء العطف على الجواب بالرفع والنصب في السبع في قوله تعالى:
{إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور. أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير. ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص} [42: 33-35].
قرئ في السبع برفع (ويعلم) وبنصبه. وفي هذا الموضع العطف بالجزم ثم بالنصب، أو بالرفع. [النشر:2/367]، [الإتحاف:283]، [غيث النفع:232]، [الشاطبية:276]، [الكشاف:3/406]، [البحر:7/520-521].
19- جاء العطف على الجواب بالنصب في الشواذ في قوله تعالى:
1- {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [2: 284].
قرئ بالنصب (فيغفر، ويعذب) [سيبويه:1/447-448]، [الكشاف:1/171]، [العكبري:1/69]، [البحر:2/360-361].
2- {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء} [2: 110].
قرئ (فننجي) بالنصب ولا فرق بين الأداة الجازمة وغير الجازمة. [البحر:5/355].
3- {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
قرئ بالنصب في (ويجعل) [البحر:6/484-485]، [الكشاف:3/90]، [الكبري:2/84]، [المحتسب:2/118].
4- {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير} [42: 33].
قرئ (ويعفو) بالنصب. [البحر:7/520-521].
5- {إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم} [47: 37].
قرئ (ونخرج) بالنون وفتح الجيم. [ابن خالويه:141]، [البحر:8/86].
ليس في القرآن من أدوات الشرط متى، أيان، إذما.
2- وقع المضارع المنفي بـ(لا) فعلاً للشرط بعد (إن) الشرطية في قوله تعالى:
1- {إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض} [8: 73].
2- {إلا تنفروا يعذبكم} [9: 39].
3- {إلا تنصروه فقد نصره الله} [9: 40].
4- {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} [11: 47].
5- {وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن} [12: 33].
وبعد (من) الشرطية في قوله تعالى:
1- {ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض} [46: 32].
وقال [العكبري:2/21] : «الجزم بإن ولم يبطل عملها بلا؛ لأن (لا) صارت كجزء من الفعل، وهي غير عاملة في النفي، وهي تنفي ما في المستقبل وليس كذلك (ما) فإنها تنفي ما في الحال، ولذلك لم يجز أن تدخل (إن) عليها، لأن (إن) الشرطية تختص بالمستقبل، و(ما) لنفي الحال».
3- الشرط وما عطف عليه لا يكون إلا جملة فعلية، وكذلك صلة اسم الموصول المضمن معنى الشرط؛ ولذلك خطأ أبو حيان العكبري في إعراب (أو به أذى) جملة اسمية معطوفة على (كان) الواقعة شرطًا في قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام} [2: 196]. قال أبو حيان: (أذى) فاعل للجار والمجرور، أو جملة اسمية معطوفة على (مريضا) أو هي على حذف «كان» [البحر:2/75]، [المغني:2/146] لم يعرض العكبري لهذا الإعراب في كتابه [إملاء ما من به الرحمن:1/48] وقد يكون عرض لهذا في كتاب آخر.
4- جاء فعل الشرط مضارعا مرفوعًا في قراءة شاذة في قوله تعالى:
{أينما يوجهه لا يأت بخير} [16: 56]. قرئ «يوجه» [ابن خالويه:73-74]. [البحر:5/520]، وانظر [ص:193].
5- شرط الجواب الإفادة: ولذلك لا بد من مغايرته للشرط لفظًا ومعنى، فلا يجوز أن تقول: إن يقم زيد يقم، كما لا يجوز في الابتداء: زيد زيد – [البرهان:2/368]، [الهمع:2/59].
وما أوهم الاتحاد أول كقوله تعالى:
1- {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} [5: 67].
أي وإن لم تستوف ما أمرت بتبليغه. البحر 3: 529، الكشاف 1: 353، البرهان 2: 368.
2- {من يهد الله فهو المهتدي} [7: 178].
المعنى: من يرد الله هدايته، البرهان 2: 368.
3- {وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد} [13: 5].
أي إن يقع منك عجب فليكن من قولهم: «أئذا كنا ترابا . . . ». وكأن المعنى: الذي ينبغي أن يتعجب منه هو إنكار البعث، لأنه تعالى هو المخترع للأشياء. [البحر:5/365]، [الكشاف:2/279].
4- {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها} [17: 7].
في [شواهد التوضيح:210]: «وقول حذيفة رضي الله عنه: (ولو مت مت على غير الفطرة) شاهد على وقوع الجواب موافقا للشرط لفظًا ومعنى، وهو أحد المواضع التي يعرض فيها للفضلة توقف الفائدة عليها، فيكون لها بذلك في لزوم الذكر ما للعمدة. ومنه قوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} فلولا (غير الفطرة) و(لأنفسكم) لم يكن للكلام فائدة».
5- {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} [25: 71].
أي أنشأ التوبة، أو أراد، [البحر:6/516]، [البرهان:2/386]، [الجمل:3/270].
6- {وإذا بطشتم بطشتم جبارين} [26: 130].
حمل على الإرادة، لئلا يتحد الشرط والجزاء، كقول زهير:
[البحر:7/33].
7- {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} [47: 38].
النكتة في ذلك تفخيم الجزاء، يعني من يبخل في أداء العشر فقد بالغ في البخل، وكان هو البخيل في الحقيقة. [البرهان:2/368].
8- {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته} [3: 192].
9- {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} [3: 185].
في [البرهان:2/368]: «وقد يتقاربان في المعنى كالآيتين، وقول: {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} [47: 38].
6- جاء رفع جواب الشرط، والشرط مضارع في الشواذ:
1- {أينما تكونوا يدرككم الموت} [4: 78].
قرئ في الشواذ: (يدرككم) بالرفع. [الكشاف:1/283]، [البحر:3/299]، [العكبري:1/106]، [المغني:2/127، 131]، [المحتسب:1/194].
2- {إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا} [28: 57].
قرئ برفع (نتخطف). [البحر:7/126].
امتنع الزمخشري من تخريج التنزيل على رفع الجواب مع مضى فعل الشرط في قوله تعالى {وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا} [3: 30].
فقال: لا يجوز أن تكون (ما) شرطية لرفع (تود). [الكشاف:1/184]، [المغني:2/131]، [العكبري:1/74]، [البحر:2/127-129].
والضمة في (لا يضركم) في قوله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا} [3: 120]. ضمة إتباع.
[معاني القرآن:1/231]، [العكبري:1/83]، [البحر:3/43]، [المغني:2/130].
7- جاء الجواب مضارعا مجزومًا، والشرط ماض بلفظ (كان) في قوله تعالى:
1- {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها} [11: 15]
2- {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} [42: 20].
3- {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها} [42: 20].
وفي [البحر:7/514] : ولا نعلم خلافا في جواز الجزم فإنه فصيح مختار إلا ما ذكره صاحب كتاب «الإعراب» وهو أبو الحكم بن عذرة عن بعض النحويين أنه لا يجيء في الكلام الفصيح، إنما يجيء مع (كان)، لأنها أصل الأفعال . . . ونص كلام سيبويه والجماعة أنه لا يختص ذلك بـ(كان) بل سائر الأفعال في ذلك مثلها، وأنشد سيبويه للفرزدق:
وقال آخر (هو الفرزدق أيضًا):
قرئ في الشواذ (نوفى) في {نوف إليهم أعمالهم} [11: 15].
في [معاني القرآن:2/5-6] : «أكثر ما يأتي الجزاء على أن يتفق هو وجوابه فإن قلت: إن تفعل أفعل فهذا حسن، وإن قلت: إن فعلت أفعل كان مستجازًا والكلام: إن فعلت فعلت، وقد قال في إجازته زهير:
8- جزم الجواب والشرط لفظ (كان) إنما جاء مع (من) الشرطية، ولم يجيء مع (إن) أو (ما) الشرطيتين:
وحذف الجواب مع (إن) التي شرطها لفظ (كان) هو أكثر أحوالها في القرآن.
9- إذا كان الشرط فعلا ماضيا بغير لفظ (كان) فلم يأت جوابه فعلا مضارعا مجزومًا في القرآن، وإنما جاء الجواب مضارعا مرفوعا منفيًا بلا، أو قبله (إنما) أو جملة طلبية أو اسمية أو غير ذلك.
10- لم يقع في القرآن أن يكون الشرط مضارعا، والجواب ماض، قال الرضي [2/242] : «لم يأت في الكتاب العزيز».
جاء ذلك في الحديث الشريف، واستشهد له ابن مالك بشعر كثير في كتابه [شواهد التوضيح:14-15].
وهو جائز عند الفراء واستدل له بقوله تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت} [26: 24]. إذ لا يعطف على الشيء غالبًا إلا ما يجوز أن يحل محله.
جاء ذلك في الشواذ: قرئ في قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} [7: 131]. قرئ (تطيروا) [ابن خالويه:45]، [البحر:4/370].
11- العطف على الشرط: جاء المعطوف مضارعا مجزوما، وجاء المعطوف ماضي اللفظ معطوفًا على ماضي اللفظ كثيرًا، أو معطوفا على مضارع مجزوم بلم؛ كقوله تعالى: {فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث} [4: 11].
وجاء عكس هذا، وهو عطف مضارع مجزوم بلم على ماضي اللفظ.
12- لم يجيء في القرآن معطوف ماضي اللفظ معطوفا على مضارع مثبت في الشرط، وجاء ذلك في العطف على الجواب؛ كقوله تعالى: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما} [33: 31].
{إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} [26: 4].
كما جاء في الجواب عطف المضارع على الماضي لفظًا؛ كقوله تعالى: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
ولم يجيء ذلك في العطف على الشرط، وإنما جاء معطوفا على مضارع مجزوم بلم؛ كقوله تعالى: {لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين} [7: 149].
13- في عطف المضارع على الشرط عطف بالفاء، وبثم، وبأو، وبالواو في آيات كثيرة.
وعطف الماضي لفظًا جاء بالواو، وبالفاء وبـ(أو)، وبـ(ثم).
14- جاء العطف بالجزم بعد (ثم) في العطف على الشرط في قوله تعالى:
{ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله} [4: 100].
وجاء الرفع والنصب بعد (ثم) على مذهب الكوفيين في الشواذ، قرئ بهما في الآية السابقة. [الكشاف:1/294]، [البحر:3/336-337]، [شواهد التوضيح:164]، [المغني:1/108]، [الدماميني:1/246].
نحو: {وإن تؤمنوا وتتقوا} [3: 179]. جعله ابن هشام مجزومًا على الراجح، أو منصوبًا بإضمار (أن) [المغني:2/136-137].
15- العطف على الجواب: جاء العطف على الجواب عطف مضارع على مضارع كثيرا، كما جاء في القرآن عطف مضارع على الجواب الذي هو جملة اسمية، كقوله تعالى: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون} [12: 60]. {وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم} [2: 271]. {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [7: 186].
كما عطفت جملة اسمية في قوله تعالى: {وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون} [36: 43].
وجاء عطف الماضي لفظا على الماضي لفظا في قوله تعالى: {وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} [17: 8]. {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} [22: 41].
16- في عطف المضارع على الجواب جاء العطف بالواو كثيرا كما جاء بـ(أو)، وبالفاء، وبـ(ثم)، وجاء عطف الماضي بالواو لا غير.
17- جاء في السبع العطف بالجزم، وبالرفع بعد الواو. وقال سيبويه «الرفع وجه الكلام».
1- {وإن تخفوها وتوتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم} [2: 271].
قرئ في السبع (ويكفر) بالرفع وبالجزم. [غيث النفع:56]، [الشاطبية:68].
[النشر:2/236]، [سيبويه:1/448]، [العكبري:1/65].
[الكشاف:1/163]، [البحر:2/325-326].
2- {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [2: 284].
قرئ بالرفع والجزم في (فيغفر، ويعذب) [غيث النفع:58]، [الشاطبية:170]، [النشر:2/237]، [سيبويه:1/447-448]، [الكشاف:1/171]، [البحر:4/433].
3- {من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون} [7: 186].
قرئ في السبع بالجزم والرفع في (ويذرهم) [غيث النفع:110]. [الشاطبية:211]، [النشر:2/273]، [البحر:4/433].
4- {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
قرئ بالجزم والرفع في (ويجعل) [النشر:2/333]، [غيث النفع:183]، [الشاطبية:256]، [البحر:6/484-485].
18- جاء العطف على الجواب بالرفع والنصب في السبع في قوله تعالى:
{إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور. أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير. ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص} [42: 33-35].
قرئ في السبع برفع (ويعلم) وبنصبه. وفي هذا الموضع العطف بالجزم ثم بالنصب، أو بالرفع. [النشر:2/367]، [الإتحاف:283]، [غيث النفع:232]، [الشاطبية:276]، [الكشاف:3/406]، [البحر:7/520-521].
19- جاء العطف على الجواب بالنصب في الشواذ في قوله تعالى:
1- {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} [2: 284].
قرئ بالنصب (فيغفر، ويعذب) [سيبويه:1/447-448]، [الكشاف:1/171]، [العكبري:1/69]، [البحر:2/360-361].
2- {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء} [2: 110].
قرئ (فننجي) بالنصب ولا فرق بين الأداة الجازمة وغير الجازمة. [البحر:5/355].
3- {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} [25: 10].
قرئ بالنصب في (ويجعل) [البحر:6/484-485]، [الكشاف:3/90]، [الكبري:2/84]، [المحتسب:2/118].
4- {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير} [42: 33].
قرئ (ويعفو) بالنصب. [البحر:7/520-521].
5- {إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم} [47: 37].
قرئ (ونخرج) بالنون وفتح الجيم. [ابن خالويه:141]، [البحر:8/86].