صدى الفكر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.sadana.yoo7.com * صدى الفكر * www.sada.tk


    الإرهاب نشأ يهوديا والأمريكيون ألصقوه بالإسلام

    صدى الفكر
    صدى الفكر
    Admin
    Admin


    السمك الثعبان
    تاريخ التسجيل : 18/03/2010

    الإرهاب نشأ يهوديا والأمريكيون ألصقوه بالإسلام Empty الإرهاب نشأ يهوديا والأمريكيون ألصقوه بالإسلام

    مُساهمة من طرف صدى الفكر الثلاثاء يوليو 12, 2011 5:49 pm

    نقلا عن الكاتب : أ. أحمد محمد إبراهيم
    منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أصبح مصطلح "الإرهاب" الكلمة الأكثر تداولاً في الإعلام والسياسة الدولية على السواء. حدث ذلك بعد أن تم اختطاف المصطلح، وتجييره لخدمة السياسة الأمريكية، صاحبة اليد الطولى على امتداد العالم؛ إعلامياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

    وسقط ضحية هذا الاختطاف المخطط والمقصود والمغلوط للمصطلح، أوطان وشعوب وحضارات، هي بالأساس دول وشعوب تدين بالإسلام.

    ومع حالة الاختطاف الراهنة وأحداثها المتسارعة، وقع الخلط والغلط، حول مصطلح الإرهاب، وأصبح المتهم غير البرئ(!) في هذه الحالة الإسلام والمسلمين، وذلك دون فرصة للتوضيح أو حقٍ للدفاع المشروع، أو حتى سانحة للبحث في الأصول والدوافع والأسباب والأهداف.

    ومن هنا كان من الواجب التوقف أمام هذا المصطلح؛ وإعادة تحريره وتجليته، ومحاولة الإجابة على تساؤلات من مثل: ما معناه؟ وما دلالته؟ وما دوافعه وأسبابه؟ ومن أين جاء؟ وكيف نشأ وتطور؟

    وبداية؛ فإنَّ لكلمة "الإرهاب" في الثقافة العربية الإسلامية معناها اللغوي ودلالتها الشرعية، إذ هي مصدر للفعل الرباعي "أرْهب يُرهب إرْهاباً"، بمعنى: "أخاف يُخيف إخافة"، و"أرعب يُرعب إرعاباً"، وجذرها في الفعل الثلاثي "رهب" بمعنى: "خاف".

    ودلالة الفعل هنا دلالة معنوية لا تتجاوز إلى الفعل المادي، بمعنى أنَّ التخويف لا يعني الضرب أو القتل، بل إظهار وسائل ودلائل الحزم والقوة لردع الآخر العدو، وإخافته وإرهابه.

    وتظهر هذه الدلالة واضحة في الآية الكريمة التي ورد فيها لفظ "تُرْهِبون" في سورة الأنفال، في قول الله تعالى: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ" (الآية).

    فالأمر بالإعداد هنا دعوة لرفع درجة الاستعداد الدائمة، وإبراز مظاهر القوة عياناً للعدو الظاهر المبارز بالعداوة، والعدو الخفي المتمثل في الطابور الخامس من العملاء والمنافقين والمتربصين.

    وهنا نجد أنَّ مفهوم الإرهاب في الآية الكريمة مفهوم وقائي، يقوم على ردع العدو عن الإتيان بأفعال العدوان المادية، ودفعه للتفكير أكثر من مرة قبل الإقدام على ذلك، مما يضمن حالة من الاستقرار والسلام.

    وهذا المفهوم للإرهاب أي الردع، أمر مشروع، تمارسه القوى الدولية بلا حرج، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي مارست هذا المبدأ كسياسة معلنة في السابق ضد الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة.

    وقد سعى إليها الإتحاد السوفييتي أيضا بإنتاج السلاح النووي والصواريخ العابرة للقارات، فيما عرف بسياسة الردع المتبادل وتوازن الرعب.

    أما الدلالة المعاصرة للمصطلح، والتي تتداولها السياسة الدولية ووسائل الإعلام، فهي دلالة مخالفة للأصل اللغوي والشرعي، وتعني العدوان المادي على أرواح الأبرياء، وهنا يظهر الفرق شاسعاً بين المعنيين والدلالتين؟!.

    ومن هنا نفهم سعي الولايات المتحدة التي يهيمن عليها تحالف شركات السلاح وشركات البترول والمؤسسة العسكرية، أو ما يعرف بـ"المجمع العسكري الصناعي البترولي"، إلى إيجاد عدوٍ بديلٍ بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، حتى تستمر موازنات التسلح الضخمة والاستثنائية، والتي لم يعد هناك مبرر لها بعد سقوط العدو الشيوعي.

    وقد كان البديل جاهزاً في نظر صقور الإدارة الأمريكية، وهو "الإرهاب الإسلامي"؛ فهو عدو تحدث عنه الرئيس الأمريكي السابق "ريتشارد اتق اللهسون" في كتابه الذي صدر في الثمانينيات من القرن الماضي تحت عنوان:"نصر بلا حرب 1999م"، وهو الكتاب الذي بشر فيه بسقوط الاتحاد السوفييتي في عام 1999م، إلا أنه سقط قبل ذلك بعشر سنوات في عام 1989م.

    لقد تمَّ إلباس المصطلح ثوب العنف والعدوان، وأثارت واشنطن حوله كثيراً من الضجيج والصخب في حملة من الحشد الإعلامي، استهدفت تغيير الصورة الذهنية في المِخْيَال الجمعي للرأي العام، والبعد به عن محاولة الفهم الموضوعي للمصطلح، ليجري تشكيل صورة ذهنية بإطار دلالي مرجعي جديد، يتفق وأهداف السياسة الأمريكية الجديدة، ويساهم في حشد الرأي العام خلفها، يؤيدها ويدعم تحركاتها العسكرية على الساحة الدولية.

    وهكذا أصبح الإسلام الحليف التقليدي للولايات المتحدة بالأمس في مواجهة الشيوعية، عدواً بديلاً تجب مواجهته اليوم(!). ولكي تبدأ المعركة فلا بدَّ من حدث قوي وكبير ومثير يهز الرأي العام ويقنعه بمشروعية تلك الحرب، فكانت ضربة 11 سبتمبر في واشنطن ونيويورك.

    وبالعودة إلى تاريخ الإرهاب بدلالته المعاصرة التي سعت واشنطن لتكريسها، نجد أنّه غير إسلامي، بل هو سابق على ظهور الإسلام ذاته.

    فالمؤلفان الفرنسيان "جيرارد تشالياند، وأرنود بلين" يذكران في كتابهما "تاريخ الإرهاب: من العصور القديمة إلى القاعدة"؛ أنَّ الفعل الإرهابي كعمل إجرامي جماعي، كان أول من قام به هم اليهود ضد سلطة الرومان، ممثلين بجماعة تسمى الوُرَعَاء أو الأتقياء (zelotes).

    وهم جماعة أطلق عليهم الرومان أنفسهم اسم "المخنجرين"، وذلك نظراً إلى أنهم كانوا يعتمدون الخنجر وحده في اغتيال ممثلي السلطة الرومانية، وكذلك في تصفية أبناء جلدتهم ممن كانوا يعتبرونهم كفاراً، أو مقصرين في التقيد بحرفية الشريعة التوراتية، كما يشير إلى ذلك الكاتب "جورج طرابيشي" في مقال له بجريدة الحياة (17صفر1426هـ).

    لقد رأت فرقة المخنجرين النور أولاً كفكرة في رأس بعض المثقفين اليهود، وعلى رأسهم "يهوذا الجليلي" الذي قدَّم نفسه على أنه مصلح ديني ومرمم للعقيدة القويمة التوراتية، ومناضل في الوقت نفسه ضد الاحتلال الروماني، الذي كان قد جرد اليهود في مطلع القرن الأول للميلاد، مما كانوا يتمتعون به من استقلال ذاتي في عهد "هيرودوس".

    وإزاء ضراوة القمع الروماني، الذي أخذ شكل عملية صلب جماعي لألفين من المتمردين، لم يكن أمام "الوُرَعَاء" لمواجهة "إرهاب الدولة" سوى التحول إلى حركة إرهابية سرية تعتمد الخنجر لغة بديلة في الصراع.

    وعلى امتداد الألفية الأولى والثانية وبعد ظهور الإسلام، لم يعرف العالم حركات إرهابية تنتمي إلى العالم الإسلامي، وتتخذ من العنف المادي وسيلة للوصول إلى أهدافها، سوى حركة "الحشاشين" التي أسسها "الحسن الصباح" المنسوب إلى الطائفة الاسماعيلية النزارية؛ وهي حركة خارجة على الإجماع الإسلامي.

    وقد تأسست حركة الحشاشين في جبال "الديلم" شمال إيران، بعد انشقاق أتباع ذلك المذهب عن الدولة الفاطمية، واتخذت طريق الاغتيالات بديلاً للتفاهم مع الخصوم السياسيين.

    وفيما عدا ذلك ـ كما يرى المؤلفان الفرنسيان ـ فإنَّ الإرهاب كعمل جماعي إجرامي، هو ابن شرعي للحضارة الغربية، فكراً وممارسة.

    فمع حلول عصر الأيدولوجيات في أوربَّا، بدأ يبرز إلى السطح الإرهاب السياسي. وكان قصب السبق في هذا يعود إلى الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي.

    فـ"روبسبير" أحد قادة الثورة، هو الذي دشَّن ذلك العهد من الإرهاب عندما وقف خطيباً أمام الجمعية التشريعية في 5 فبراير 1794 وقال: "ينبغي أن يكون الشعار الأول لسياستكم هو: بالعقل يقاد الشعب وبالإرهاب يقاد أعداء الشعب". وكان من نتيجة هذه السياسة أن تم اقتياد ثلاثمائة ألف شخص إلى المقصلة بمن فيهم روبسبير نفسه!

    وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، ظهر كتاب بعنوان: "التعليم الديني الثوري" للمنظر الروسي الفوضوي "سيرجي نتشائيف". وفي هذا الكتاب وضع نتشائيف الأساس للإرهاب الانتحاري، حيث يقول: "الثوري هو إنسان ميت سلفاً"، ثمَّ يضيف: "الثوري هو عدو لا يهادن، ولا يحيا إذا ما استمر في الحياة إلا ليهدم ويدمر بمزيد من التصميم"!

    هذه هي النظرة التاريخية للإرهاب كسلوك إجرامي جماعي كما يراه ويؤرخ له مؤلفان غربيان.

    وقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية فاعلاً مؤثراً في تغذية حركات العنف الإسلامي في التاريخ المعاصر، وذلك في إطار الإستراتيجية الأيديولوجية الغربية لتطويق الاتحاد السوفييتي بحزام ديني عازل، ثم بعد ذلك بتنظيم عملية الجهاد ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان ودعمه لوجستياً.

    وإن كان الجهاد ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان أمر مشروع، إلا أنَّ الاستغلال الأمريكي له وتغذية الآلة الإعلامية الغربية والمخابرات الأمريكية للتعصب الأعمى ذي الطابع الإسلامي، بعيدا عن الفقه الحقيقي للإسلام، هو الشيء غير المشروع.

    ومن هنا؛ وبعد سقوط الاتحاد السوفييتي، تحولت السياسة الأمريكية للبحث عن عدوٍ جديد يساهم في تقوية تماسكها الداخلي، ويعزز سيطرة المجمع العسكري الصناعي البترولي، ويكرس مصالحه، ويمنع بروز قوى عالمية جديدة مناوئة.

    وقد وجدت واشنطن ضالتها فيما تسميه بـ"الإرهاب الإسلامي" كعدو بديل؛ سهل وهلامي، تستطيع من خلال سياسة التخويف منه، والحشد والتعبئة في مواجهته، أن تحقق أهدافها الداخلية والخارجية، والسيطرة على منابع البترول في الخليج العربي وآسيا الوسطى، ومن ثم الهيمنة والتحكم في القوى الصاعدة في أوروبا وآسيا، ومنع ظهور منافسين جدد على الساحة الدولية، وبالتالي بقاء القرن الحادي والعشرين قرناً أمريكيا بلا منازع.

    احد بروتوكولات حكماء صهيون تقول:
    ان أكثرية الناس تميل إلى الشر أكثر من ميلها إلى الخير, والوسيلة المثلى للحصول على أطيب النتائج في الحكم هي استعمال العنف والإرهاب, وليس استعمال المناقشات العلمية الهادئة, فالقانون بحسب رأيه ليس إلا القوة المقنعة وتوصل إلى الاستنتاج المنطقي الذي يقول أن "قوانين الطبيعة تقضي بأن الحق هو القوة".

    مما يدل أن من قرون منذ تم وضع أسس الحكم اليهودي, على يد روتشيلد, تم وضع الأسس الارهابية.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:35 am