صدى الفكر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.sadana.yoo7.com * صدى الفكر * www.sada.tk


    التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء السادس عشر

    صدى الفكر
    صدى الفكر
    Admin
    Admin


    السمك الثعبان
    تاريخ التسجيل : 18/03/2010

    التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء السادس عشر Empty التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء السادس عشر

    مُساهمة من طرف صدى الفكر الأحد سبتمبر 05, 2010 5:45 pm

    الفصل السابع




    المنهج الأمثل في مواجهة خطر التشيع

    مشكلة خطيرة فما هو الحل ؟



    طلعت الشمس، وظهر تحتها كل شيء، وتبين لنا - بما لا يقبل الشك - أن التشيع مشكلة خطيرة، هي من كبريات المشاكل الدينية والسياسية والاجتماعية. بل هي المشكلة المحورية، و(القضية المركزية) في بلد مثل (العراق).

    لا يقتصر خطر التشيع على الدين فحسب. إنه يجتاح الدين والأخلاق والسياسة والاقتصاد، ووحدة الوطن والشعور بالانتماء إليه، وإلى الأمة الأكبر وكيانها ومفاهيمها وقيمها وثوابتها. فمواجهته، والتصدي له ضرورة حتمية من أجل إنقاذ هذه القيم جميعاً.




    لا بد من المواجهة فماذا أعددنا لها ؟

    إنهذاالخطر المتعدد الجوانب يحتم على الجميع مواجهته، ووضع الخطط والبرامج

    لحل مشكلته، ومعالجة خطره.

    وإذا كان ذلك كذلك، فإن من الضروري لمن تصدى لهذه المهمة الصعبة أن يضع نصب عينيه ذلك الخليط المتشابك من الأمراض والعقد النفسية، وأن يكون جاداً كل الجد، ومقدراً موقعه فيدركالمسؤوليةالدينية والوطنية والقومية، والمسؤولية التاريخية التي ينبغي أن يتحملها كل من وضع نفسه هذا الموضع.

    لكننا لم نجد في ساحة الدعوة منهجاً واقعياً حكيماً: ينظر إلى الواقع بعين فيحدد المشكلة الكبرى، ويدرس أبعادها الفكرية والنفسية والتاريخية والاجتماعية، وإلى الكتاب والسنة بالعين الأخرى؛ كي يضع العلاج المناسب في ضوء ذلك الهدى الرباني الحكيم. كل الذي وجدنا: رقاعات من هنا وهناك يمكن تلخيصها بكلمة واحدة هي: البحث عن وسائل قربى تجمع بين أهل الحق وأهل الباطل، ولو على حساب الحق. وهو ما نطلق عليه اسم (المنهج الترضوي). إنه منهج يبحث عن وسائل التعايش والتواؤم، ولو على حساب الثوابت والحقوق، ولا يبحث عن سبل للحل، ويتطير من ذكره إن كان يسبب أزمة، أو يثير مشكلة، أو يستلزم أي نوع من المواجهة.

    وهو منهج فاشل جملة وتفصيلاً، وواقعاً وتأصيلاً. لم يستطع إثبات صلاحيته للمواجهة أمام الهجمة الشعوبية الشاملة الشرسة. لا في علاج الحالة ولا في إيقاف زحفها وانتشارها. وقد شرحت ذلك مطولاً في كتاب (لا بد من لعن الظلام)1.




    صورة مجملة للمنهج

    حين تطرقنا في الفصل الماضي إلى الخطوط الرئيسة التي رسمها القرآن الكريم للمنهج الأمثل في مواجهة اليهود ودعوتهم، كان ذلك من باب النظر في صلاحية تطبيق المنهج نفسه على الشيعة لمواجهة خطرهم الذي استشرى، ودعوتهم إلى الحق طبقاً لأنجح السبل، وأنجع الأساليب والوسائل؛ فليس ثمة منهج أفضل من المنهج الإلهي الذي أودعه الرب في كتابه العظيم. (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (الإسراء:9). والرابط بين الطائفتين (اليهود والشيعة) هو تشابههم في منطلقاتهم النفسية، والفكرية. وعلى هذا الأساس يمكن أن نعطي صورة مجملة، ونرسم خطوطاً عامة للقاعدة الفكرية التي ينبغي أن يستند عليها المنهجالواجباتباعهفيمواجهةخطرالتشيع،ودعوةالشيعةإلى الدين الصحيح بما يلي:

    الصدع بالحق ودعوة الشيعة علناً من خلال جميع المنابر الدينية والإعلامية المتاحة إلى دين الإسلام في وضعه الإلهي الأول قبل وجود الفرق. والإعلان بأن الدين الذي هم عليه اليوم، ليس له من الإسلام إلا الاسم.
    الإعلان بفضح أباطيلهم وخزعبلاتهم بتفاصيلها (تحريف القرآن، تكفير الصحابة، الطعن بأمهات المؤمنين، شركهم بالقبور ودعاء أهل البيت وتقديسهم، رد الأحاديث النبوية، العصمة، الإمامة، التقية، المتعة، التقليد، التبعية لإيران وتنفيذ مخططاتها، العمالة للأجنبي، فضح كتب مروياتهم، فضح مخازي علمائهم، إباحتهم دم المخالف وماله وعرضه خصوصاً أهل السنة، مساجد ضرارهم (الحسينيات)، الأذان البدعي، أوقات الصلوات، الوضوء، النياحة واللطميات، التطبير...إلخ).
    عرضمخازيهمالتاريخيةعلى مر العهود والعصور، وفضح تزويرهم للتاريخ. لقد آن لنا أن ننهي المعادلة التاريخية الظالمة: أهل السنة يصنعون الأحداث، والشيعة يكتبون تاريخها. (مثال ذلك أبو مخنف الشعوبي واعتماد الطبري عليه
    المقاصد الكبرى للمنهج
    يتبين من تاريخ الدعوة الإسلامية أن المنهج الإلهي المنزل، والذي طبقه الرسول  مع اليهود لم يؤد إلى النتيجة المطلوبة من هدايتهم، ولم يتغير منهم سوى أفراد قلائل. لكن المتأمل يجد هذا المنهج قد أفصح عن ثمرتين ونتيجتين عظيمتين هما:

    سحب المشروعية الدينية من اليهود، ونقلها إلى المسلمين. وكان هذا الأمر صريحاً قطعياً، بلا أدنى أثر للشك أو الضبابية أو المجاملة، أو اللف والدوران تحت أي ذريعة، أو تقدير أي مصلحة من المصالح. وهذا ساهم مساهمة كبيرة في تقليص حجمهم، وخطر تغلغلهم واندساسهم وقبول الناس لهم، واحترامهم؛ على أساس أنهم أصحاب دين سماوي مقبول عند الله.
    تحصين الصف الداخلي منهم، وتفجير طاقات الجماعة المسلمة ضدهم.
    وتأسيساً على ما سبق نقول: إن أول خطوة نخطوها في طريق مواجهة الشيعة والتشيع، هو سحب بساط المشروعية الدينية من تحتهم. إن على الناس – وأولهم أهل السنة في العراق، وكل مكان مشابه – أن يعرفوا: أن التشيع دين آخر مبتدع لا علاقة له بالإسلام قط. بل أنشئ هذا الدين أصلاً لمحاربة الإسلام وأهله. إن علماء الشيعة لا يؤمنون بهذا الدين الذي جاء به الصحابة  إلى أجدادهم المجوس؛ فهم يكفّرون الصحابة – إلا بضعة نفر منهم - على هذا الأساس. فالصحابة – حسب ادعاء الشيعة - لم يكونوا على دين الإسلام الذي تركهم النبي  عليه، وإلا لم يكفروهم. إذن الدين الذي كان عليه الصحابة لا يؤمن به هؤلاء العلماء، بل يَكفُرون به، ويُكفِّرون غيرهم عليه. فماذا بقي لهم من دين الإسلام؟ وعلى أي إسلام هم ؟!!!

    هذا وقد أجمعوا على تكفيرنا. لكنهم عند (التقية) يسموننا مسلمين، بمعنى الإسلام الظاهر دون الإيمان الباطن الذي ينجي صاحبه من الكفر والخلود في النار؛ فهو كإسلام المنافقين، الذين يطلق عليهم اسم الإسلام دون الإيمان. ولك أن تلاحظ عليهم أنهم حين يشيرون إلى شيعتهم يسمونهم بـ(المؤمنين). وهو اسم لا يطلقونه على غيرهم؛ للسبب الذي ذكرناه.

    وهذه الخطوة هي أول عناصر أساس العلاج أو المواجهة، ألا وهو تحصين الصف الداخلي لأهل السنة والجماعة، وحمايتهم من اختراق الشيعة لهم.

    وليس مقصودي الأول بعلاج التشيع هو تحويل الشيعة إلى دائرة أهل السنة والجماعة. وإن كان هذا أعظم في ذاته، ونرمي إليه لأسباب، منها أنه يحل الإشكال من الأساس. إنما أقصد -أول ما أقصد – رسم الخطط، ووضع البرامج الكفيلة باتقاء خطرهم، وتخليص مجتمعنا من شرهم ، بتحصين أهل السنة أولاً، ودفع الصائل الفكري والعسكري ثانياً. ثم – من بعد – يكون الاختراق. وأوله محاولة رفع جمهور الشيعة إلى المستوى الحضاري في التعامل الإنساني، كأن يرتفعوا مثلاً إلى مستوى المسيحيين عندنا في العراق في تعايشهمالسلمي معنا! ولو كان الشيعة كذلك لما أعطيناهم هذا الاهتمام من جهدنا ووقتنا. على أن أكثر ركاب قطار الدعوة يسلكون الطريق الأسهل لاتقاء شرهم، حين تكون النفس هي المقدمة بالحفظ قبل المجتمع، فيجنحون إلى أسلوب المجاملات والمداهنات، المؤطر بدعوى الحكمة، والمقنن بالنصوص الانتقائية؛ ولذلك فغاية ما يهتمون به دعوة الأفراد بعيداً عن الجمهور. بينما المطلوب في سبيل وقاية المجتمع - وكذلك هدايته - أسلوب جماعي غايته تغيير المجتمع ككل. وذلك لا يتم إلا بتحصين أهل السنة أولاً، ثم التحركعلى الشيعة ثانياً من أجل رفعهم إلى ذلك المستوى الحضاري، وصولاً إلى تغييرهم النهائي، كهدف أبعد ومرحلة أخيرة في طريق التغيير.
    التخبط المنهجي عند النخبة السنية

    التقيت في بداية هذا العام (2006) شيخاً فاضلاً يحمل شهادة الدكتوراة في العقيدة. قال الشيخ: ينبغي أن يكون مشروعنا مع الشيعة مشروعاً سياسياً يستند على التحالف مع الوطنيين منهم ضد العملاء والخونة أصحاب المشروعي الصفوي الأمريكي. وهذا سيساهم مساهمة أكيدة في تفكيكهم. ولا ينبغي أن يكون مشروعاً دينياً يستند على كونهم يتبعون مذهباً بعيداً عن الإسلام. وهذا ما أدعو إليه، وأيدني عليه كثير من العلماء. فقلت له: عليك أولاً أن تبين حجتك الشرعية في ما تذهب إليه. وليس الحجج العقلية تحت مسمى (المصلحة) غير المضبطة بالشرع. وإلا لماذا نحن (إسلاميون)، وغيرنا (علمانيون)؟ فما هي حجتك أو دليلك الشرعي؟ فلم يحر جواباً!

    فقلت له: لسنا ضد المشروع السياسي أو الوطني. بيد أن أدلة الشرع تقضي بأن المشروع السياسي يأتي من وراء المشروع الديني، وليس قبله أو بديلاً عنه. فالرسول  تحالف مع اليهود سياسياً، ولكن.. بعد أن حسم الموضوع دينياً. لقد بين لهم أنهم ليسوا على شيء من الدين، وأنهم كفار لا نصيب لهم في الآخرة إلا النار. لكنه يعيش وإياهم على أرض مشتركة؛ فلينظموا بينهم وثيقة تضبط هذه العلاقة، ومن بنودها الدفاع المشترك عن هذه الأرض أو الوطن. وهذه سياسة. ولم يكن من شرطها التغطية على حقائق الدين، أو المشروع الديني.إنالصراحةالدينيةلاتمنعالعلاقةالسياسية.ولكنبشرطهووجودالقوةالتي تُجبر خصمكعلىالتعاملمعك.وهذاالشرطإذافقدفلاقيمةلكل المجاملات السياسية، والعهود والمواثيق والتحالفات الوطنية. كن قوياً وقل ما شئت، فلن يتأثر مشروعك السياسي. وكن ضعيفاً وجامل ما شئت فستخسر الدنيا والآخرة: لا دين، ولا سياسة. كن صريحاً في موقفك من الشيعة، اسحب بساط المشروعية الدينية من تحتهم؛ وسترى!

    أما إذا نظرنا إلى الأمر من الزاوية السياسية، فالخسارة واضحة لمن أراد أن يرى. وهنا أسأل: على من تعتمد في مشروعك الوطني الذي تريد أن تفكك به أحلاف الشيعة، وتشق صفوفهم؟ قال: في الجنوب عشائر عربية، تكره الفرس، ووطنيون يمكن التعامل معهم. قلت: كم نسبتهم؟ قال: كم تقدر أنت نسبتهم؟ قلت: إذا زدنا فهم لا يتجاوزون الـ10%. قال: هذه نتيجة مرعبة. قلت: فماذا تظن؟! ثم ما تأثير هؤلاء على التيار الجارف الذي يأخذ بهم إلى الجهة الأخرى؟ ناهيك عن النفسية الجمعية التي تسيّرهم في نهاية المطاف. نعم يبدو هؤلاء كما تظن، حين يجلس أحدهم أو بعضهم معك. لكن حين ينصرفون إلى قومهم، ويتصرفون طبقاً للعقلية والنفسية الجمعية للجمهور الشيعي فلن يختاروا في النهاية إلا الاصطفاف مع ذلك الجمهور. كما أن غريزة الحياة، والنفسية النكوصية التي لا تجد الأمان ولا تحس بالاطمئنان إلا ضمن الجماعة المغلقة، وتحت ظل المرجع- الوالد (دام ظله)، وغيرها وغيرها من العوامل المرئية وغير المرئية ستدفعهم دفعاً إلى هذا الاختيار. أما إذا نزلنا من عالم الخيال والأماني إلى أرض الواقع فلنا أن نسأل: هل حصل شيء من هذا الذي تقولونه عن تحييد بعض الشيعة، وتفكيك صفهم؟ وعندنا (مقتدى الصدر) مثال واضح يدحض هذه النظرية: لقد اندفع معه الكثيرون من أهل السنة ونخبهم. حتى تكلموا بما قد يخالف الحق والحقيقة! اتقاء الفتنة، ودرءاً للتصادم وحلول الكارثة. لكن ماذا كانت النتيجة؟ ها هو الآن يصطف مع قتلة أهل السنة: الحكيم والجعفري وصولاغ و..و.. وينفخ الروح في قائمة (الائتلاف الشيعي) في الانتخابات الأخيرة! فأي صف استطعتم شقه؟ وكم حلفاً للشيطان تمكنتم من تمزيقه؟ فعن أي سياسة، وأي مشروع سياسي تتحدث؟!
    كان هذا اللقاء في كانون الثاني، أي قبل أحداث سامراء وظهور مقتدى وعصابته على حقيقتهم. ولك أن تلاحظ أن أصحابنا يتكلمون عن نظريات وأحلام، لعلهم لم يكلفوا أنفسهم التحرك قيد أنملة باتجاه محاولة تطبيقها، على الأقل من أجل فحصها؛ ولهذا السبب تبقى أفكارهم جامدة بعيدة عن الواقع مهما تقادم الزمن، وجرت الأحداث بغير ما يقولون. اللهم إلا إذا حدثت فضائح ضدها من عيار فضائح مقتدى الأخيرة وعصابته المسعورة. وهنا لا يغيرون القاعدة، ولا يتنازلون عنها! وإنما يحولونها إلى آخر وآخر كالبغدادي والخالصي والحسني وبقية الثعالب. وهذه مصيبتنا.. ما لم نخرج على القطيع. ومن الأدلة على هذا أن الشيخ المعني يطرح أفكاراً ويقعد نظريات ويرسم مشروعاً، لا يعرف هو عن أولياته البسيطة شيئاً. فهو لا يعرف كم نسبة أولئك الذين يتحدث عن عروبتهم ووطنيتهم، ليبني عليهم مشروعه الخيالي؟! ولا يملك معرفة عن الأسس النفسية لحركة المجتمع! هذا وهو ممثل لهيئة تدعو إلى هذا المشروع منذ حوالي ثلاث سنين من التاريخ أعلاه. فوا عجبي!!!
    التحصين ثم.. التحصين

    علينا أن ننشغل بتحصين صف أهل السنة، وتنمية مناعتهم ضد التشيع، وتحذيرهم من الشيعة. واستغلال الظرف الحالي قبل فوات الأوان في ترسيخ الحقيقة التي تبين أن الشيعة أصحاب دين يمنعهم من التعايش مع غيرهم من المذاهب. دين يحثهم على قتل السني وأخذ ماله وانتهاك عرضه، وإزاحته من أرضه، وإخراجه من وطنه. فضلاً عن تكفيره. وهذا هو الذي يفجر كل الطاقات – الدعوية وغيرها - باتجاه الشيعة.

    إن تحصين أهل السنة هو حجر الزاوية، والأساس الذي يعتمد عليه المنهج. ولا يجوز المساس به، والتقصير بشأنه مهما كلف الأمر. وإلا كنا كمن يسير في فراغ، أو يبني بلا أساس.



    التشابه بين الشيعة والمنافقين

    بين الشيعة والمنافقين من التشابه ما يمكن اعتبارهم صورة من صورهم، ونموذجاً من نماذجهم. كذلك اليهود. وأبرز جامع بينهم هو النفاق نفسه؛ فإنه لدى اليهود والشيعة دين يدينون الله به!
    يقول تعالى عن المنافقين: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14).
    والشيء نفسه قاله تعالى عن اليهود: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:76).
    والشيء نفسه يقال عن الشيعة من خلال مبدأ (التقية) اليهودي، الذي بلغت منزلته عندهم حداً أن جعلوه تسعة أعشار الدين! وهذا يقودنا إلى أهمية كون الخطاب مع الطرفين (الشيعة والمنافقين) واحداً أو متشابهاً.
    وعندما نبحث في منهج القرآن في خطابه للمنافقين نجده يكاد يتلخص في الفضح والإنكار فقط. كما نجد أن القرآن العظيم يعطي للمنافقين من الاهتمام أكبر من اهتمامه بالكفار الصرحاء من اليهود والنصارى والمشركين! فالتركيز على أباطيلهم وصفاتهم وكشف سوءاتهم وأساليبهم أشد مما هو عليه مع الكفار! وكذلك لهجة الخطاب نجدها أعنف وأغلظ! أما دعوتهم إلى التوبة والرجوع إلى الحق فلا نجد لها أثرا سوى إشارات خفيفة قليلة هي إلى اليأس من توبتهم أقرب منها إلى الطمع فيها. والسبب في هذا - والله أعلم - (أن المنافقين ومرضى النفوس لا يتيسر علاج أدوائهم من داخل أنفسهم- في غالب الأحيان - لفقدان الوازع وغياب الضمير. ولما كانت عللهم متعدية في الضرر إلى غيرهم، لزم توجيه علاجهم من خارج ذواتهم لا طلباً لبرئهم هم، بقدر ما هو لأجل حفظ الناس من شرور أمراضهم)(1).


    المعالم الرئيسة للمنهج القرآني في خطاب المنافقين
    ذكرت في كتاب (لا بد من لعن الظلام) أن المعالم الرئيسة للمنهج القرآني في خطاب المنافقين تتلخص في أربعة فقرات هي:

    التركيز الشديد على ذكر فضائحهم وأباطيلهم ولعن ظلامهم، حتى يكاد أن يكون هو العنصر الوحيد من عناصر المنهج!
    الغلظة الشديدة في الخطاب، ومواجهة القوم بأباطيلهم أكثر مما هي عليه مع الكفار الصرحاء.
    عدم إعطائهم الفرصة للقيام بما يمكنأنيؤدي مستقبلاً إلىاستقلاليتهم وانحيازهم
    ليظهروا كطرف له كيانه الخاص ومعالمه الدالة عليه. بل ضرب بيد من حديد أول بادرة لذلك متمثلة بمسجد (ضرار). بل إن رسول الله  وسع الأمر الإلهي إلى أبعد حدوده، فقام بهدم المسجد وحرقه وإزالة معالمه مع أن ظاهر الأمر ليس


    فيه أكثر من النهي عن الصلاة فيه: (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً) (التوبة:108).
    4. كبت المنافقين وجعلهم يعيشون حالة من الخوف والشعور بالنقص(يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ)(المنافقون: 4)، تعبر عن نفسها بمحاولاتهم ترضية المؤمنين، وادعاء أنهم منهم،والقسم بالله على صدق ما يدعون، والمجيء إلى الصلاة ولو كسالى، والإنفاق ولو كارهين. وفي الوقت نفسه واجه القرآن كل تلك المحاولات بالرفض الواضح، والاستنكاف من قبولهم أو اعتبارهم من المؤمنين أو الالتقاء معهم في وسط الطريق.إ.هـ.
    وإذا كان التشابه واقعاً – وهو كذلك – فإن هذا يستلزم أن تكون لهجتنا في خطاب
    الشيعة أغلظ وأعنف منها مع اليهود.


    قانونان : أحدهما لتغيير الفرد ، والآخر لتغيير المجتمع
    منخلالالمعاناةالمستمرة،والتفكيرالدائمفيكيفيةالوقوففي وجه الزحفالشعوبيالمتواصل،وإيقافتقهقرأهلالحقالمتزايدمع الزمن. هذا مع سعي الكثيرين من المخلصين ومحاولاتهم الدعوية الدائبة توصلنا إلى أن الخلل الأكبر يكمن في المنهج الدعوي الذي سارت عليه الأجيال من قبل، ونحن من ورائهم عليه نسير.إن المنهج الحالي فاشل، ودليل فشله – بصرف النظر عن كل شيء – هذا الواقع الذي يصرخ مدللاً على ذلك الفشل!
    المنهج المختل -وهو الذي نطلق عليه اسم المنهج الترضوي - لا يصلح لتغيير المجتمع، وإن نجح في تغيير بعض الأفراد قلوا أم كثروا. لقد اكتشفنا ونحن في وسط المعمعة أن هناك قانونين للتغيير: أحدهما يصلح للفرد، والآخر للمجتمع، وأن إصلاح الفرد – مهما كثر عدده – لا يعني ضرورةً إصلاح أو تغيير المجتمع. وأصحاب المنهج الترضوي لا يدركون الفرق بين القانون أو الأسلوب اللازم لتغيير الفرد أو عدد منالأفراد،وبينالقانون أو الأسلوب اللازم لتغيير المجموع أو المجتمع. وهذا خلل كبير وخطير في المنهج يجعله مشلولاً وعاجزاً عن إحداث التغيير الاجتماعي. نعم قد ينجح في استمالة بعض الأفراد، ولكن على حساب خسارة المجتمع، والتفريط به ككل.
    وما إن أدركت ذلك حتى أخذت أبينه وأشرحه من خلال خطبة الجمعة، والمحاضرات الأسبوعية، والدروس واللقاءات الخاصة وغيرها. وكتبت رأيي في هذا في كتاب (لا بد من لعن الظلام) الذي استغرق مني حوالي سنة كاملة، وانتهيت منه في آذار 2002م. وبنيت ذلك على أن للمجموع – أو المجتمع أو الجمهور - الذي نخاطبه تركيبة (نفسية وعقلية) جمعية تختلف عن نفسية وعقلية الأفراد المكونين له كلاً على حدة. وإذن لا بد -تبعاً لذلك - أن يكون هناك أسلوبان أو قانونان للتغيير، وليس أسلوباً واحداً. واشتققت من ذلك عدة قوانين فرعية أهمها أن تغيير فكر المجموع لا يتم إلا بأسلوب (الطرق المستمر) الذي يقوم على التركيز على فكرة مبسطة يتكرر طرحها بقوة وتأكيد جازم، دون النظر – في البداية - إلى قبولها من المجتمع أو رفضها. حتى إذا أخذت استحقاقها الزمني رسخت في ذهن المجتمع وصارت من المسلمات، بغض النظر عن خطئها من صوابها. ولا يتغير المجتمع بالأسلوب العقلاني المنطقي وحده دون المؤثرات النفسية مع الطرق المستمر.
    وقد استفدت ذلك من خلال الرصد والنظر والتحليل، ومعاناة الفشل والنجاح، والبحث في الأسباب المؤدية إلى كل منهما. ومن ذلك الملاحظة الشخصية للتجربة الدعوية التي مررنا بها في دائرة الأسرة والأقارب والعشيرة والمجتمع المحيط بها. كم كان شاقاً على أحدنا أن يقول لأهله، أو يصرح في محيطه قبل ثلاثين عاماً بأن دعاء (الأئمة) والنذر لهم والقسم بهم شرك لا يجوز! ولم تكن حججنا العلمية والمنطقية تنفع إلا مع القلة القليلة منهم. أذكر أنه كان من أوائل المهتدين للعقيدة السليمة من هذه القلة ابن خالة لي بتأثير من أخي الكبير رحمه الله. هل تعلم أن هذا الشاب قد صار أضحوكة لأهله وأقاربه حتى أطلقوا عليه لقب (أبو الشرك)؛ فلا يدعونه في كثير من الأحيان إلا به! فإذا سأل أحدهم عنه قال: أين راح (أبو الشرك)؟ وإلى أين ذهب (أبو الشرك)؟ ومتى جاء (أبو الشرك)؟ لكثرة نهيه لهم عن الشرك! كان ذلك عام 1973م. وتمر الأعوام تلو الأعوام فيتغير أولئك الناس حتى صاروا دعاة للتوحيد، ومن طراز (أبو الشرك) هذا!وكم تذكروا أيامهم الخوالي وهم يتندرون بها، ويضحكون من عقولهم كيف كانت تستسيغ تلك الخرافات؟ ولا تريد الفكاك عن تلك الخزعبلات؟! لقد تغيروا - وكان التغير جماعياً كأنه قد حصل مرة أو جملة واحدة - لا لأنهم قد اقتنعوا في لحظة ما بما كانوا يسمعون من حجج، وإنما بسبب (الطرق المستمر) القوي والمؤكد على آذانهم بالموضوع الذي كانت فقراته تتغلغل شيئاً فشيئاً دون أن يشعروا إلى داخل عقولهم وقلوبهم.
    وحين رجعت إلى القرآن والسنة وسيرة الرسول والأنبياء جميعاً والمصلحين عموماً على مر التاريخ ومختلف الأماكن تعززت عندي هذه الملاحظة، وتحولت إلى قناعة راسخة بعد أن تأكد لدي أن الجميع كانوا يتوجهون بالخطاب إلى المجتمع أولاً قبل الفرد. وأن تغيير الفرد سيقع كتحصيل حاصل في النهاية. على أنه ليس من تفريط بأسلوب مخاطبة الفرد حين يكون القصد بالتغيير متوجهاً إليه في أي ظرف من الظروف.
    ولكون اطلاعي على كتب علم النفس لم يكن يومها بتلك السعة؛ فقد تصورت أن المهتمين بهذا العلم لم ينتبهوا إلى (علم نفس المجموع) حين اقتصروا في دراساتهم على علم نفس الفرد وأمراضه النفسية. وأفضيت بهذا التصور إلى البعض من خاصتي. وقد وجدت بعد أكثر من سنتين على تأليف الكتاب السابق إشارة بسيطة ضمنتها إياه حين طبعته ونشرته في العام الماضي / 2005م ، وذلك في ثنايا كلام علي عزت بيجوفتش في كتابه القيم (الإسلام بين الشرق والغرب) هذا نصها: (لقد أثبت علم نفس الجماهير، كما أكدت الخبرة، أنه من الممكن التأثير على الناس من خلال التكرار الملح لإقناعهم بخرافات لا علاقة لها بالواقع)1. وقد اعتبرت هذا النص في حينه اكتشافاً ثميناً من شخصية معتبرة يؤيد كلامي عن أسلوب (التكرار والطرق المستمر)، ولم أنتبه أبداً يومها إلى مدلول عبارة (علم نفس الجماهير) التي وردت في بدايته كما انتبهت إليها اليوم وأنا أعيد قراءتها. وقد كنت أسمع بين حين وآخر عن (العقل الجمعي)، لكنني ظللت على ذلك الوهم حتى وقعت في أيلول الماضي/ 2005م على كتاب (سيكولوجية الجماهير) للعالم الفرنسي غوستاف لوبون المنشور عام 1895م، وكنت يومها في معرض للكتب في دمشق، أبحث علّني أجد كتاباً للأمراض النفسية الجمعية، فلم أعثر من ذلك على شيء، وشد انتباهي عنوان الكتاب فاقتنيته. وحين أخذت أطالعه فوجئت بمطابقة كثيرمنآرائهللآراءالتيتوصلتإليهاوقمتبنشرهامنقبل،دون أنأدري يومها -ولا أحد من حولي كان يدري - أنني كنت أكشف النقاب عن أعظم قوانين التغيير الاجتماعي. وتبين لي أن العلماء قد خاضوا في علم نفس المجموع منذ أكثر من مائة عام، وعلى رأسهم غوستاف لوبون الذي يعتبر مؤسس (علم نفس الجماهير) ورائده الأول كما جاء في مقدمة الكتاب. وستجد بعض الاقتباسات من هذا الكتاب القيم خلال الصفحات القادمة. فاطمأننت إلى أن ما أبديته من ملاحظات، وثبّتّه من قواعد في التغيير الجماعي (الجماهيري) لم تكن نتاج عقل قادته المعاناة إلى ما قادته إليه، ربما كان لردود الأفعال غير المحسوبة بدقة أثرها وطابعها عليه. بل هي قواعد مدروسة طبقاً للمنهج العلمي التجريبي. وأني كنت أقيد ردود أفعالي تقييداً علمياً صحيحاً. إن هذه القواعد قد أثبتها وأرساها من قبلي علماء كبار، ثم قاموا بإعلانها على الملأ، حتى صارت علماً مستقلاً يدرس ويطبق؛ فحمدت الله تعالى، وذكرت هذا من أجل تعزيز القناعة بها لدى طلاب الحق وحملة القضية.
    أساليب عامة وأساليب خاصة

    الشيعة كمجموع - ننظر إليه كأي مجموع آخر – يسري عليه القانون العام في التغيير الجماعي كما يسري على غيره. أما إذا أخذنا بنظر الاعتبار خصوصياته النفسية والعقلية التي يفترق بها عن غيره فلا بد أن يؤثر ذلك في المعادلة؛ فنحتاج إلى تعديلات أو إضافات تتناسب وتلك الخصوصيات. وبناءً على هذا سنقسم الكلام إلى قسمين:
    القسم الأول:يبحث في الأساليب والمبادئ العامة للتغيير
    القسمالثاني:يبحث في الأساليب والمبادئ الخاصة بالشيعة

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 5:42 pm