صدى الفكر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

www.sadana.yoo7.com * صدى الفكر * www.sada.tk


    التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء السابع

    صدى الفكر
    صدى الفكر
    Admin
    Admin


    السمك الثعبان
    تاريخ التسجيل : 18/03/2010

    التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء السابع Empty التشيع (عقيدة دينية ؟ ام عقدة نفسية) الجزء السابع

    مُساهمة من طرف صدى الفكر الأحد سبتمبر 05, 2010 5:21 pm

    عقدة الغـدر


    وقف الفاروق عمر tيوماً وهو يخاطب جموع العرب المتوجهين لتحرير العراق: (احذروا العجم فإنهم غَدَرة مَكَرة). فالغدر خلق أصيل عرف به العجم منذ القدم.
    والسبب الأصيل وراء هذا الخلق الذميم هو (عقدة النقص) أو الضعف؛ فإن الضعيف
    إذا سنحت له الفرصة لا يتركها تفلت من يده لخوفه من فواتها إلى الأبد، وانعدام الثقة بالنفس وقدرتها على اصطناع الفرص عند الحاجة؛ فهو لا يعفو عند المقدرة أبداً.
    ومن أسباب الغدر عقدة اللؤم التي تجعل صاحبها يتمرد على من يحسن إليه، ويبغضه ويتطير من رؤيته؛ لأنها تشعره بنقصه أمامه. لكنه لا يجد مبرراً لعداوته في العلن فيضطر إلى الكيد به في السر. وهذا هو الغدر ذلك الخلق الفارسي الأصيل. تغذيه عقدة التوجس والارتياب والشك في كل تصرف أو فعل فلا يأخذه على ظاهره، بل لا بد له من تفسير سلبي في الباطن؛ إذن لا بد من التوقي منه بتوجيه الضربة الأولى. ولقد مر بنا سابقاً في الدراسات النفسية قول جاك ميلوك: (إن الفرس يشبهون رجلاً مدفوعاً في حياته بواسطة رغباته الطبيعية التي يتربع على قمتها الخوف. وذلك من أجل الحفاظ على أنفسهم من أخطاء الهجمات. وبسبب شكوكهم ، وعدم ثقتهم بالآخرين
    فليس لديهم القدرة على الامتزاج. إنهم يبحثون عن الأمان في الانعزالية عن الناس أو بواسطة توجيه ضربتهم الأولى).

    شواهد التاريخ
    والشواهد على غدر الفرس لا تحصى.
    يحدثنا التاريخ أن (الهرمز) قائد الفرس في (ذات السلاسل) لم يخجل أو يتردد من الخروج المخزي على تقاليد الفروسية حين بيت كمينا وطلب من خالد بن الوليد قائد العرب أن يبرز له حتى إذا التقيا خرج الكمين ليقتل خالد!مع أن الشرف العسكري، وأعراف العسكرية تستلزم أن تكون المبارزة واحدا لواحد، أو اثنين لاثنين...
    وهكذا.
    ومن شواهد التاريخ ما فعله الشاه أحمد القاجاري بالشيخ خزعل الكعبي أمير المحمرة، حين دبر له مكيدة في نيسان سنة 1925 بمساعدة البريطانيين، قادها الحاكم الإيراني فضل الله زاهدي الذي تظاهر بالانسحاب والعودة مع جنوده إلى طهران إثر معارك بين الجيش الفارسي والقوات العربية في الأحواز، حصل بعدها صلح بين الطرفين، وقد أبدى زاهدي رغبته في توديع الشيخ خزعل، مع ضمانات من القنصل البريطاني بضمان سلامته. وفي حفلة التوديع التي أقيمت على اليخت الخزعلي في شط العرب نفذ الحاكم الفارسي نيته المبيتة فغدر بالشيخ خزعل، وقام جنوده باعتقاله واقتياده إلى طهران، ليموت في معتقله سنة 1936 بعد إحدى عشرة سنة قضاها في الاعتقال1.
    وهكذا يعيد التاريخ نفسه، لتتكرر المشاهد نفسها بين الفرس والعرب، وما خبر النعمان بن المنذر عن هذا ببعيد. والغبي الغبي من وثق بالفرس وشيعتهم! وهل دمر دولة الإسلام على مر العصور إلا العقدة التاريخية المتكررة: (الوزير الفارسي والخليفة العربي)2؟! وهل كان للخلافة الإسلامية العباسية أن تسقط لولا خيانة ابن العلقمي الوزير الفارسي في دولة الخلافة وغدره بها، الذى راسل التتار، وخفض عدد الجند حتى صار عدد جيش الخلافة المدافع عن بغداد عشرة آلاف جندي فقط ؟!


    وتتكرر الشواهد
    ويكرر التاريخ نفسه ليقوم أحفاد ابن العلقمي الجدد (السيستاني وآل الحكيم وآل الخوئى وأحمد الجلبى وأياد علاوي وإبراهيم أشقوري الجعفري) بالدور نفسه. قصة احتلال التتار لبغداد نفسها قد تكررت على أيدي هؤلاء المجرمين مرة أخرى. وغدر السستاني وأبالسته بالعراق الذي يعيشون فيه ويتنعمون بخيراته. والعربي يقول: البئر الذي تشرب منه الماء لا ترم فيه حجراً. فتجد عموم أهل السنة في العراق اليوم يقاومون المحتل الأمريكي، بينما تجد الشيعة – إلا من رحم – قد خانوا دينهم الذي يدّعون الانتساب إليه، وباعوا وطنهم الذي يعيشون فيه، وغدروا بمواطنيهم أشنع الغدر حين اصطفوا مع المحتل الكافر، وصاروا يضربون أهل السنة في ظهورهم، متوهمين أن فرصة تاريخية سنحت لهم، لا بد من

    استغلالها لإنهاء الوجود السني في العراق. فأي خيانة؟! وأي ختر وغدر؟!!!
    كما غدر الخميني وجوقته بكل من تحالف معهم ، من أهل السنة وغيرهم ، الذين
    ضحوا في سبيل إزاحة الشاه، حتى إذا تم له ما أراد انقلب عليهم قتلاً وسجناً وتشريداً. ولا يستثنى من ذلك حلفاؤه من علماء الدين الشيعة داخل إيران وخارجها، مثل حسين علي منتظري رئيس مجلس خبراء الدستور والمرشح السابق لخلافة الخميني، وصبحي الطفيلي الأمين السابق لحزب الله في لبنان، ومحمد حسين فضل الله الأب الروحي للحزب الخ... هذا.. وشعار الفرس: إسقاط ألف صديق أهون من إسقاط عدو واحد!


    عقدة الخداع والتضليل


    مر بنا قول الخبراء بـ(أن الشعور بعدم الأمان مغروس عميقا عند الإيرانيين) و(أن
    الناس في أثناء توقعاتهم بحصول التضليل وحلول الخديعة بهم يقومون بالبحث عن موازنة التحالفات بأخرى معاكسة لها وبهذه الطريقة تتحقق نبوءة كل واحد فيهم بوقوع التضليل).


    يخدع بعضهم بعضاً
    أي أن الإيراني يتوقع عادة أن الغير يحاول خداعه وتضليله فيقوم هو من جانبه بخداعه وتضليله حماية لنفسه على قاعدة (أتغدى به قبل أن يتعشى بي). والنتيجة أن الجميع يخدع بعضهم بعضاً!ً بحيث تحول الخداع والتضليل و(التقية) إلى ظاهرة اجتماعية في كل مجتمع مستعجم فضلاً عن المجتمع الإيراني العجمي. وهذا كله ناتج عن ضعف الثقة بالنفس المشتقة أصلاً عن عقدة النقص.


    الرغبة الخفية بالانتقام
    ويفتح لنا د. حجازي نافذة أخرى، نطل منها على هذه السمة النفسية عند الشيعي وترسخها من خلال علاقته بالحاكم ونظرته إليه. وذلك حين يبين أن علاقة الإنسان المضطهد (المقهور) بالمتسلط ليست جامدة بحيث لا يصدر عنه على طول الخط إلا الطاعة والخضوع. وإنما يحاول أن ينتقم لنفسه بوسائل شتى كلما وجد إلى ذلك سبيلاً، فيقول:
    (يحاول الإنسان المقهور الانتقام بأساليب خفية (الكسل، التخريب) أو رمزية (النكات والتشنيعات). وهذا يخلق ازدواجية في العلاقة: رضوخ ظاهري، وعدوانية خفية. أبرز مثل على هذه الازدواجية هو موقف الرياء والخداع والمراوغة والكذب والتضليل... وهكذا يصبح الكذب جزءاً أساسياً من نسيج الوجود المتخلف على مختلف الصعد وفي كل الظروف. ويعمم على كل العلاقات: كذب في الحب والزواج، كذب في الصداقة، كذب في ادعاء القيم السامية، كذب في ادعاء الرجولة، كذب في المعرفة،
    كذب في الإيمان... معظم العلاقات زائفة، معظم الحوار تضليل وخداع)1.
    إن هذا - مع التحليلات السابقة عن النفسية العدوانية - يؤكد القول بأن الشيعي لا يعرف الوسطية في علاقته مع الآخر. فهو إما مستخذٍ متمسكن مخادع حين يشعر بالخوف والقوة القاهرة، وإما مستكبر عدواني متسلط حين يشعر بالأمان ويمتلك زمام السيطرة على الآخرين.


    عقدة الكـذب


    الكذب هو الشعار القومي لـ(الفرس)!إلا من صهرهم الإيمان، أو بقيت في نفوسهم بقية من عناصر الفطرة الأصيلة تقاوم عوامل التعرية.يقال: إن أكبر دولتين في القدرة أو التفنن في تزوير العملة إيران والكيان الصهيوني! والتزوير أحد أنواع الكذب. وكذلك هم متفوقون في تزوير التاريخ!

    شاهدان من إيران
    المحمرة وعبادان والحويزة - وغيرها من مدن قطر الأحواز - هي أسماء عربية، أطلقت عليها منذ نشأتها. وقد غيرها الفرس في عهد رضا خان بهلوي إلى الفارسية، ساعين إلى محو كل ما يوحي إلى العروبة في الأحواز. وحين جاء النظام (الإسلامي) منع تداول هذه الأسماء العربية؛ مدعياً أن حزب البعث في العراق هو الذي غير أسماءها من الفارسية إلى العربية! والعجيب أنك ترى مؤرخين إيرانيين يظهرون على شاشات التلفزيون الإيراني، وهم يؤكدون أن نظام البعث هو الذي فعل ذلك. في مكابرة وقحة لإنكار كل الحقائق التاريخية الصارخة، والوقائع الناطقة بغير ما يقولون ويدّعون!
    يقول الدكتور موسى الموسوي عن الخميني: (والخميني لا يأبى من الكذب أمام الخاصة والعامة على السواء. وإذا كذب يصر في الكذب ما استطاع إلى الإصرار سبيلا. فقد رأينا كيف أن كل أجهزته عندما اعترفت بشراء الأسلحة من إسرائيل أنكر الخميني ذلك أكثر من مرة. وحينما ثبت ذلك أمام العالم بعد سقوط الطائرة الأرجنتينية، وانكشفت حقيقة النظام الحاكم في إيران، واعترفت إسرائيل بذلك في آخر الأمر. كرر الخميني إنكاره لشراء الأسلحة، وبإصرار وعناد وكأنما الشيخ العجوز يعيش في عالم آخر لا يرى الشمس في رابعة النهار) .

    شاهدان من العراق
    لقد أظهرت الانتخابات الأخيرة التي جرت في العراق (15/12/2005) ارتكاب
    عمليات تزوير من قبل القائمة الشيعية ذات الخمسات الثلاثة الشهيرة (555)، ربما لم يشهدها العالم من قبل، ولا من بعد! وهي القائمة التي يقف وراءها إيران والمرجعية الشيعية بكل ثقلها: ففي الانتخابات السابقة (30/1/2005) حكم السيستاني بالنار على كل من لا ينتخبها، وفي هذه المرة أشار إليها بقوله: انتخبوا القوي الأمين. وشاعت فتاوى أخرى بقوة في الشارع العراقي، لم تفصح بشكل رسمي عن مصدرها، تلجئ الشيعة إلى (اختيار) هذه القائمة، وإلا فإن النار مصير كل مخالف. والتزوير أوضح تصرف عملي على الكذب.
    وفي صبيحة إعدام الرئيس صدام حسين خرج الشيعي موفق الربيعي مستشار الأمن العراقي على قناة العربية قبل ظهور شريط فيديو الإعدام بقليل ليقول: (إن صدام حسين عند صعوده إلى غرفة الإعدام كان خائفاً ومرتعباً، وشديد الإرتباك، وتلفظ بعبارات غير مفهومة. وتمت معاملته وفق الشرائع الإسلامية أثناء إعدامه، وكذلك أثناء مماته، وبحضور رجل دين من السنة، ولم يمس بأي سوء). ويشاء الله تعالى أن يفضح زيف هذه الادعاءات بعد ظهور شريط الإعدام. الذي يخالف هذه الدعوى حرفاً حرفاً !!! وقد شاهد العالم كله كيف دخل الرجل غرفة الإعدام، بكل ثبات وجرأة وإقدام، شهد له به الأعداء والخصوم قبل المحبين، في موقف جسد عنفوان العراقيين، واختزن تاريخ أنفتهم وزهوهم على مدى العصور. ومات وهو يتلفظ بالشهادتين بكل فصاحة ووضوح، وليس (بعبارات غير مفهومة). بعد أن استهزأ بجلاديه، ورفض أن يضع لثام الموت على وجهه. بل كانوا هم الذين يضعون لثام الجبن والنقص على وجوههم. ولم يكن من أحد من أهل السنة حاضراً لا من علماء الدين ولا غيرهم. حتى إذا سقطت جثته بادروها بالرقص على أوصالها – كما اعترف هذا الدجال نفسه - وأظهرت الصور آثر حز سكين نافذ في نحره. بينما قطعت رقبة أخيه برزان ووضعت على جسده! فعن أي شرائع إسلامية يتحدث هذا العلج المجوسي؟!!

    قوم يشتكي الكذاب من كذبهم
    مر بنا في بداية الكتاب قول الشاه محمد رضا بهلوي: (إن الكذب ذاته يجري تمجيده عند الفرس على أساس أنه فضيلة) مقتبسا في شكواه ما جاء في قصيدة الشاعر الفارسي المشهور سعدي من قولهSadإن الكلمات التي تخدعك وتضللك ولكنها تسعد قلبك هي أغلى من الصدق…الخ). فما بالك بقوم يشتكي الكذاب من كذبهم؟!
    ولا أدل على القابلية المذهلة للكذب من ذلك الركام الهائل من المؤلفات الضخمة التي كتبها كهنة التشيع، القائمة على الكذب والدس والافتراء المحض. أحدهم ألّف كتاباً من أحد عشر مجلداً باسم (الغدير) بناه على كذبة تاريخية اسمها بيعة الغدير! أحد عشر مجلداً من الكذب! أما محمد باقر المجلسي فهو بحق - كما يلقب – مخترع المذهب! لقد ألّف هذا الأفاك كتاباً بلغ حجمه مائة وعشرة مجلدات كلها كذب. وأصل الأصول عند الشيعة هو كتاب (الكافي) لمحمد بن يعقوب الكليني. لقد أوصل الشيعة أنفسهم عدد الروايات المكذوبة فيه - من مجموع ستة عشر ألف رواية - إلى أكثر من تسعة آلاف رواية. ومنهم من جعلها أحد عشر ألف رواية ، أي إن ما يزيد على ثلثيه كذب. هذا بشهادتهم هم! وقس على ذلك.
    وشواهد الكذب الشيعي الفارسي لا تحصى! وإذا عرف السبب بطل العجب!


    الجذور
    أما إذا أردنا البحث في جذور هذه الظاهرة فنقول: يظل السبب الأساسي لهذه العقدة - وكل عقدة - لدى (الفارسي) رغبته في السيطرة على من يفوقه عدداً ومعنى. إن شد القوميات الإيرانية المختلفة باتجاه الداخل وعزلها عن امتداداتها الخارجية تحت القبضة الفارسية لا يتم إلا بالكذب والدعاوى التي تصور لهذه القوميات أن خطراً ما يهددهم من الخارج! فإن لم يكن هناك من خطر حقيقي اختلقوا أسبابا للمشاكل والخصومات الخارجية يدّعون فيها دائماً أنهم مظلومون معتدى عليهم فالكذب بالنسبة لـ(الفارسي) ضرورة من ضرورات الحياة كالطعام والشراب والهواء لا يستطيع المقاومة والبقاء بدونه.
    وقد عشنا الواقع عياناً وسماعاً، وقرأنا الكتب وتعاملنا مع الرافضة فما رأينا أكذب منهم! حتى تستطيع أن تقول: إن الكذب عند الرافضي مهنة! ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال: سبحان من خلق الكذب وجعل تسعة أعشاره في الرافضة.
    ودخل الإسلام بلاد فارس فما تغير من كذبهـم إلا الاسـم، أمـا المضمون فقد بقي كما هو! كما هو ديدنهم مع كل عنصر من عناصر الدين. يأخذون منها الاسم والمصطلح ليعطوا لكل اسم بعد تطويعه وتحويره ما يناسبه من مضامين فارسية مجوسية. فالزنا والإباحة المجوسية: (متعة). وأكل أموال الناس بالباطل: (خمس) و(حقوق شرعية). وتأليه البشر وعبادة (رجال الدين): (إمامة). والفتن وتحليل دم المسلم والاغتيال السياسي: (جهاد)…وهكذا !

    الكذب تسعة أعشار دين الفرس
    أما الكذب - الشعار القومي للفرس فأطلقوا عليه اسم: (التقية)، وجعلوه تسعة أعشار
    الدين!وقالوا: جعفر الصادق يقول ذلك()! ولا أدري كيف ينسب للصادق تقديس الكذب
    إلى هذا الحد! وعن محمد الباقر أنه قال: (التقية من ديني ودين آبائي. ولا إيمان لمن لا تقية له)(2). ولا شك أن هذا هو دين العجم وإيمانهم الذي دفعهم للقيام بأكبر عملية تزوير للدين في التاريخ كتاباً وسنة وأحكاماً. وللتاريخ أيضاً! وليس هو دين الله رب العالمين



    عقدة اللؤم (نكران الجميل)


    المتشيع فارسياً شخص لئيم. لا سيما من تمكن منه هذا التشيع فقضى على جميع العناصر الفطرية الطيبة في داخله. فهو لا يعرف الوفاء، والجزاء على الإحسان بالإحسان. إن له ذاكرةً لا تلتقط إلا إساءة من أساء إليه. وإذا ألجئ أحدهم إلى تذكيره بالإحسان بادر إلى إنكاره وجحوده. واللئيم عادة ما يقصد بالإساءة من أحسن إليه.

    جذور اللؤم
    تستند هذه العقدة - في نشوئها – على عقدة الشك والتوجس. والمصاب بمرض الشك يفسر كل شيء على غير ما يظهر عليه. إن لكل تصرف ظاهر عنده مقصداً باطناً، ونية مخبوءة، هي التي تحرك المقابل، وتدفعه إلى ما تدفعه إليه.
    ولهذا - وبسبب عقدة الشك عند (الفارسي)- فإن الإحسان لا يجدي مع الشيعة نفعاً. رغم أن المرء مجبول على حب من أحسن إليه. إلا (الفارسي) لشكه، وتوجسه، ووجود عقد أخرى تتساند فيما بينها - كالدونية وعقدة النقص - فهو لئيم يكره من يحسن إليه، يسيء به الظن، ويعتقد أنه بذلك إنما يريد إذلاله! أو يبتغي به منفعة ذاتية يتخذه وسيلة إليها. فهو كما قال الشاعر:

    إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُ

    وإنْ أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمردا

    فإذا لنت معهم بالكلام قالوا: ضعيف. وإن أحسنت إليهم قالوا: متملق. وإن أعلنت بالاخوة قالوا: ماكر مخادع. وإن تقربت منهم قالوا: كيد وخطة مدبرة! وهي أخلاقهم (يسقطونها) على الآخرين ! ولا أرى سيدنا علياً عنى غيرهم حين قال: "عجبت لقوم إذا أكرمتهم احتقروك، وإذا احتقرتهم أكرموك"!

    إنكار الإحسان وانقلاب آثاره
    وإذا استقرينا التاريخ فقد لا نجد أحدا أحسن إلى الشيعة كما أحسن إليهم الخليفة العباسي المأمون بن الخليفة الرشيد حتى أفضى بولاية العهد إلى العلوي علي بن موسى
    ولقبه بـ(الرضا) حتى صار علماً عليه، وزوجه ابنته!
    لقد كلف هذا الأمر - نقل الخلافة من البيت العباسي إلى البيت العلوي - تضحيات
    جسيمة وخسائر فادحة كادت أن تودي بملكه إذ ثار عليه العرب في بغداد، وبايعوا بدله عمه إبراهيم خليفة للمسلمين ، واستمرت الحروب بينهما سنتين أزهقت فيها آلاف الأنفس!
    لم يكن المأمون مضطرا إلى هذه المغامرة. فليس من قوة أجبرته على ذلك وجعلته
    يتحمل في سبيله ما تحمل. وقد كان في استطاعته أن يعزل علياً ويحبط محاولة عمه الذي ثار معه العرب في العراق جميعاً. لكنه ظل وفياً بعهده حتى تغلب عليه واستقرت
    له الأمور.
    ويشاء الله تعالى أن يموت ولي العهد وصهر الخليفة وابن عمه علي بن موسى الرضا حتف أنفه. فكيف تعاملت العقلية (الفارسية) المعقدة مع الحدث؟ قالوا: لقد مات مسموماً، والذي سمه المأمون! واخترعوا قصة عنقود العنب المسموم الذي قدمه له المأمون بنفسه. ثم صاروا يجسدون هذه الأسطورة على شكل صورة تجمع بين المأمون وعلي هذا في قصر الخلافة الفاره: المأمون يقدم العنقود لعلي، وعلي ماد يده إليه. والصورة منتشرة جداً، تعلق في البيوت والمقاهي والمطاعم والمحال العامة!
    ولم يكسب المأمون من عنائه وجهوده التي حرقها في خدمتهم سوى اللعن والطعن وتشويه السمعة!
    وهذا شأنهم مع كل حاكم من غير ملتهم ، مهما تقرب إليهم ، ومهما تسامح معهم وخدم قضيتهم وعمّر مزاراتهم ومشاهدهم وقام بعمارتها وزيارتها!
    ماذا كسب صدام حسين من وراء ذلك؟ وماذا جنى ابنه عدي الذي سخّر جريدته (بابل) لنشر ما لم يحلم الشيعة بنشره من عقائدهم وأفكارهم؟ بل نشر لهم على صفحاتها تباعاً كتباً كاملة، واحد منها كتاب المراجعات! حتى قال عنه كثير من المراقبين: إنه تحول إلى مذهب الشيعة، وصار شيعياً ! النتيجة الوحيدة التي خرج بها هي اللعن على رؤوس الملأ، والوصم - أو الطمغة الجاهزة لكل مخالف – بالطائفية. ولم يحصل على كلمة واحدة منصفة - لا أقول: كلمة مدح أو ثناء - من أحد منهم! وقد كانوا هم أنفسهم يكيلون له في حياته من ذلك بالأطنان! بل ولا كلمة رحمة حتى بعد موته قتيلاً على أيدي المحتلين1. بينما كان صدام حسين إذا ذكر عدوه الخميني
    يترحم عليه، ويقول: نحن العرب من عادتنا الترحم على الميت من أي جنس كان.
    حسن العلوي كان السكرتير الصحفي لصدام حسين، وهو محسوب على التيار العلماني القومي، وعلى (المعتدلين) من الشيعة. وله كتاب – كما أخبر هو – عن مآثر عمر بن الخطاب. يقول في كتابه (الشيعة والدولة القومية): ظهر في إحصائية مودعة بوزارة التخطيط أواخر السبعينات، أن (80%) من حملة الشهادات العليا في الفروع العلمية، كانوا من أبناء الشيعة.
    انظر إليه كيف تأبى عليه عقدة اللؤم إلا أن يفسر هذا بما يتناسب مع عقدته الموروثة! يقول: إنها ردة فعل من الشيعة على سياسة التمييز الطائفي1!!
    هل نسي هذا العلوي أن أغلب – إن لم يكن كل – الصحفيين الذين كانوا يحيطون بصدام هم من الشيعة؟ وكان هو واحداً منهم، بل على رأسهم. وكان مقرباً جداً من الرئيس2.
    موسى الصدر مؤسس حركة (أمل) الشيعية في لبنان أحد الأمثلة التي لا تخطئ على اللؤم الشيعي الفارسي. لقد استطاع هذا السفاح أن يقيم علاقة وثيقة مع حركة فتح - ذات الخلفية السنية، فقامت بتدريب وإعداد الجناح العسكري لحركة أمل! ودعمها بالسلاح وتقديم الخدمات لها!وقد استفادت الثورة الخمينية من

    الكوادر التي تدربت في لبنان في ترتيب أوضاعها بعد الانقلاب على الشاه!
    لكنه ما إن تمكن وصار في غنى عن منظمة التحرير، وبدأت تعلن المصالح المختلفة أساساً عن نفسها حتى بدأ يهاجم – وبصورة شخصية – المنظمة. ولم يتوان عن استعمال أخس الأساليب في محاربتها، ومحاولة اجتثاثها. مثل اتهامه لها بالعمل على قلب الأنظمة العربية الحاكمة وعلى رأسها النظام اللبناني! ودعا الأنظمة إلى مواجهة الخطر الفلسطيني! كما نقلت ذلك وكالة الأنباء الفرنسية في 12/8/1976، ونقلته أيضاً بعض الصحف اللبنانية! ما جعل ممثل منظمة التحرير في القاهرة يصدر تصريحاً يندد فيه بمؤامرة الصدر على الشعب الفلسطيني. كما لم يخجل الصدر من القول: لسنا في حالة حرب مع إسرائيل والعمل الفدائي في الجنوب يحرجنا!
    ولم يكتف الصدر وشيعته بذلك، وإنما أخذوا يطالبون بوقف العمل الفدائي، وإخراج الفلسطينيين من الجنوب. ومن أجل ذلك وقعت صدامات ونظم الشيعة إضراباً عاماً في صيدا وطالبوا بإخراج المنظمات المسلحة من الجنوب!
    وكان الصدر أول من طالب بقوات طوارئ دولية تتمركز في الجنوب، زاعما أن لبنان في هدنة مع إسرائيل، ولا يجوز أن يخرقها الفلسطينيون، وعندما جاءت قوات الطوارئ نجح في أن تكون نسبة كبيرة من هذه القوات من إيران. وتعاون معظم زعماء الشيعة في الجنوب مع اليهود وصنيعتهم سعد حداد. كما يفعلون اليوم في بغداد!

    التاريخ القديم
    وتاريخ إيران القديم - والحديث - مليء بالشواهد!
    (1) أعطت الحكومة العراقية الأولوية القصوى بين اللاجئين السياسيين المتواجدين آنذاك في العراق للخميني وحاشيته وسهلت لهم العيش والحياة وزودت كثيرا منهم بالجوازات العراقية بعد أن حرمهم الشاه من هويتهم الإيرانية فسهلت له التنقل بين البلاد والاتصال بالعباد .
    (2) خصصت وزارة الإعلام للخميني قناة خاصة في القسم الفارسي بإذاعة بغداد كان يبث منها ما يتصل بالخميني ونضاله ضد الشاه. وكان المذيعون فيها جماعته والمنتسبين إليه. وكان يذاع منها برنامج يومي اسمه (النهضة الروحية).
    (3) كان مصطفى بن الخميني على اتصال وثيق بالحكومة العراقية. وكان يجري الاتصال بأركان الدولة مباشرة، أو عن طريق المرحوم جنرال بختيار. ويطلب المساعدات المختلفة لجماعة أبيه. وكانت طلباته لا ترد.
    (4) كانت الجهات المعنية بشؤون التدريب العسكري تدرب جماعة الخميني خارج مدينة النجف. وكان ممثل الخميني لدى الحكومة للإشراف على التدريب هو الشيخ يزدي زاده الموجود حاليا في إيران. وكانت الحكومة تعطي لهم المال والسلاح.
    (5) كان الخميني يستقبل شخصيات كبيرة في الدولة . وكانت أحاديثه معهم هـي
    التعبير عن الشكر والامتنان للحكومة، مع الدعاء لها بالتوفيق والتسديد.
    (6) كان الخميني يقدم الرجاء إلى الرئيس العراقي في القضايا المتعلقة به، وكان رجاؤه يقبل حتى في المناسبات الخطيرة. كما جدث ذلك في عام 1970 عندما حكمت محكمة الثورة على السيد حسن الشيرازي بالإعدام لاتهامه بالتجسس لصالح دولة أجنبية. وكان هذا الشخص محسوباً على الخميني، ومن حاشيته. فكتب رسالة بخطه إلى الجنرال تيمور بختيار الموجود آنذاك في بغداد يطلب منه نقل رجائه إلى الرئيس صدام الحسين الذي كان آنذاك نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة، يطلب الرحمة والعفو عن المتهم. فقبل رجاءه وعفى عن الشيرازي. وأطلق سراحه بعد شهرين. الأمر الذي لم يحدث له نظير من قبل .
    (7) عندما توفى ابنه مصطفى قدم الخميني رجاء إلى الرئيس العراقي يطلب إصدار الأمر بدفن ابنه (بصورة استثنائية) في الروضة الحيدرية، الأمر الذي كان ممنوعا بقرار من مجلس قيادة الثورة. ورفع الخميني هذا الرجاء عن طريقي، فرفعته إلى الرئيس العراقي عن طريق وزير الأوقاف. فقبل الرجاء، ودفن ابنه حيثما أراد الخميني .
    (Cool كان أحمد ابن الخميني يقدم الرجاء إلى الحكومة يطلب حماية أبيه من اغتيال السافاك، فكانت الحكومة تجند لحماية الخميني رجالها، وبالتنسيق مع أحمد.
    وعندما غادر الخميني العراق إلى الكويت، ولم تسمح له السلطات الكويتية بالدخول إلى أراضيها بقي في الحدود الكويتية حيران لا يدري ماذا يفعل؟ فعلمت حكومة العراق بذلك، فوافقت على عودته إلى العراق. وقيل له عندما وصل إلى بغداد أنه يستطيع العودة إلى النجف والعيش فيها إذا شاء على شرط أن يحترم قوانين العراق.
    وبعد كل هذا ليت شعري كيف يبرر الخميني والخمينيون حربهم مع العراق؟! وكيف يبررون هذا الموقف العدائي لهذه الدولة التي أكرمتهم؟1
    والتاريخ يعيد نفسه. فكذلك فعل كسرى (برويز) من قبل مع (النعمان بن المنذر) الذي احتضن والده (المنذر بن النعمان) جد كسرى المذكور (بهرام بن يزدجرد) فقام بتربيته ورعايته ولما مات أبوه (يزدجرد) أراد عظماء المملكة حجب الملك عنه فجهز (المنذر) عشرة آلاف (وقيل ثلاثين ألف) فارس من فرسان العرب وذوي البأس والنجدة بقيادة ابنه (النعمان) ووجههم إلى (طيسفون) أو (المدائن) مما جعل الفرس يذعنون للأمر ويتوجون (بهرام) ملكاً عليهم . فماذا كان الجزاء ؟ قتل حفيده (برويز)
    (النعمان بن المنذر) وسلبه ملكه!(2)
    وفي الوقت الذي يحاول الإيرانيون نكران فضل الحضارة العربية عليهم بشتى الطرق والأساليب ومنها اعتبار بعض الشخصيات العربية المفكرة ذات أصل فارسي نجد الشعب الأسباني – مثلاً - لا يزال إلى اليوم يعترف بفضل الحضارة العربية عليه بصراحة وفخر(3).


    التاريخ القريب
    وآخر ما عبرت به هذه الخصلة الذميمة الصيحات الشيعية العالية المتكررة في العراق التي تتهم العرب بلا استثناء بـ(تواطئهم مع النظام السابق، وسكوتهم عن ظلمه للشيعة، وعدم إعانتهم أو الدفاع عنهم). ولكل واحد يسمع هذا أن يقول: كم من دولة عربية شاركت – بالموقف السلبي أو الإيجابي - في العدوان الأخير على



    العراق، الذي يسميه الشيعة تحريراً لهم؟ وهل كان بالإمكان تحقيق هذا (التحرير) التاريخي للشيعة، والذي أسفر عن وصولهم إلى قمة السلطة، لولا التسهيلات العربية؟ من أين دخلت جيوش (الفتح والتحرير)؟ أليست من أراض عربية؟! وكم دولة عربية آوت مجاميع الخونة الشعوبية الذين أسموا أنفسهم بـ(المعارضة)، وقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي؟
    كيف يمكن أن ينكر دور سوريا في إيوائهم، وإعانتهم؟! ومن العجيب أن الحكومة الشيعية الحالية في العراق، إذا حدت أمريكا أسنانها على سوريا، حدت تلك الحكومة سكاكينها وحرابها واندفعت أمامها في اتهام سوريا العربية. لكنها تصمت صمت القبور إذا تعلق الأمر بإيران الفارسية!ليس تعلقهم بإيران لأنها ساعدتهم، والعرب لم يساعدوهم.
    كلا ! الأمر أعمق من هذا.
    أين ذهبت مئات الملايين الدولارية التي أنفقتها دول الخليج على آل الحكيم وغيرهم من الزمر الشعوبية؟ كل هذا وغيره قدمه (العرب) للشيعة ومع ذلك يتهمونهم
    بكل وقاحة ولؤم ونكران جميل بأنهم لم يقفوا معهم، بل ساعدوا على ظلمهم!!!
    يقول د. موسى الموسوي عن الخميني : (إن أحد أقربائه المتصلين به سألني يوماً
    هل تذكر يوم كنا في بيتك مع الخميني وتغدينا على مائدتك؟ قلت: نعم. إنه كان في عام
    1955 وعندما كنت مقيماً في طهران. فأضاف محدثي معلقاً: فإذا كان صحيحاً ما سمعناه عن أيام إقامته في العراق، ومن أنه كان يطلب منك العون في بعض الحالات، فكن على حذر منه؛ فإنه سيقتلك إذا ظفر بك؛ لأن الخميني يحقد على شخصين، ويريد أن يزيحهما من الوجود إذا استطاع : شخص أساء إليه ، وشخص أحسن إليه ؛ لإنهما
    يذكرانه بأيام ضعفه، وهو لا يريد أن يذكر تلك الأيام، حتى ولو كانت له.
    وقد ثبت لي صحة هذا الكلام بعد أن قتل الخميني الجواهريان ودستمالجي، وكلاهما من أخلص المخلصين له، وكانا قد قدما له عشرات الملايين لنجاح ثورته عندما كان في العراق وفي باريس... كما أن قتل الشباب المجاهدين الذين على أكتافهم وبنضالهم وصل إلى سدة الحكم، وحربه مع العراق الذي آواه وأسنده وقدم له العون طيلة 15 عاماً خير دليل على سداد رأي الرجل وسداده).
    هكذا تجد الشيعي – إلا من رحم - في كل مكان هو هو، مهما اختلفت بيئته، وتنوعت ثقافته؛ لأن العقيدة والتربية واحدو. فالمهجرون من الشيعة في جنوب لبنان، حينما آواهم أهل السنة في

    قراهم رفضوا الدخول إلى أي مدرسة أو مسجد يحمل اسمًا لصحابي جليل أو زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ورفضوا أيضًا قبول المساعدات التي تحمل اسمًا أو شعارًا لأهل السنة، لا سيسما من المملكة العربية السعودية. ومن قبلها منهم تحت وطأة الاضطرار مزق الاسم والشعار معلناً أن مال المملكة مال خبيث!

    بيت العنكبوت
    ومن مظاهر اللؤم وعدم الوفاء تآمر البيت العجمي على نفسه. البنت تكيد لأمها، والولد لأبيه كي يحُل محَله. فحين يكبر الولد في إيران كثيراً ما يبذل قصارى جهده كي يثبت قانوناً أن أباه خرف، أو مريض عقلياً؛ ليطبق في حقه قانون الحجر على أموال السفيه، فيتسلمها ولده من بعده، ويكون مصير الوالد دار العجزة أو مستشفى الأمراض العقلية. وهذا التصرف اللئيم مقتصر على العجم حصراً؛ ولهذا لا تجد في دار العجزة التي في الأحواز عربياً واحداً؛ فليس اللؤم من شيمة العرب.

    شواهد من واقع المجتمع المستعجم
    وقد صادفتنا في تعاملنا مع المجتمع الشيعي المستعجم حالات غريبة جداً للؤم ونكران الجميل! في إحدى نواحي محافظة بابل كان لي صديق يشغل وظيفة إمام وخطيب المسجد السني الوحيد في الناحية. انعقدت علاقة بينه وبين شاب من جيران المسجد، لا زال يدرس في إحدى الكليات، فقير الحال، ترك له والده مسؤولية العائلة وفارق الحياة. وقد أرهق كاهله الجمع بين الدراسة والقيام على شأن العائلة. فكان صديقي الشيخ كثيراً ما يعينه، ويشكو حاله عند أهل الخير ليجمع له بعض المال ليواصل المسير. ويخبرني الشيخ يوماً أن لصوصاً سرقوا بيت الشاب، فلم يتركوا له غير الجدران! وقد تبرأ منه أعمامه وأقاربه، ولا يدري ماذا يفعل؟ وفكرت طويلاً حتى هداني الله فذهبت إلى أخوال لي في إحدى قرى اللطيفية، وشرحت لهم الحال فتأثروا لما قلت. وعدوني خيراً، وأمهلوني عدة أيام. وحين رجعت إليهم في الموعد المضروب وجدتهم قد جمعوا له أثاثاً كاملاً كانت السيارة التويوتا البيكب تنوء بحمله، ويفيض عنها، ليس في بيت أحد منا أثاث مثله! وذهب معي في سيارته أحد أخوالي وهو وجه قومه، إلى تلك الناحية التي تبعد عن بيته أكثر من مائة كيلومتر. وكان بيده ينزل الأغراض إلى داخل الحجرات! كذلك كان الشيخ وأنا معهم. كان موقفاً مؤثراً سالت له دموع والدة الشاب الذي كان ساعتها ينظر متعجباً ومبهوتاً مما يرى!
    ومرت بضع سنوات ليعتقل الشيخ في ليلة ظلماء. وبعد البحث والتنقيب توصلنا إلى أنه معتقل لدى جهاز المخابرات في بغداد في البناية المعروفة بـ(الحاكمية).
    قضى الشيخ في المعتقل تسعة أشهر في تهمة كاد أن يدفع لها حياته، لولا أن منّ الله تعالى عليه ببعض الخيرين من ضباط الجهاز الذين تفهموا موقفه ولملموا القضية لينقذوه من حكمها. هل تعلم من الذي وشى به وكتب التقرير الأصفر إلى الجهة المذكورة مع الوثيقة الدامغة بخط الشيخ؟ هل تصدق إذا قلت لك: إنه ذلك الشاب الذي
    كان الشيخ يحسن إليه سنين عدداً !!!
    وقد رأينا من خلال التجربة في المناطق الجنوبية أن الشك وسوء الظن ، كثيراً ما
    يفسد العلاقة بين المعطي المحسن وبين المعطى إليه. مثلاً طالب العلم يرسله الشيخ للدراسة في مدرسة من المدارس الدينية أو غير الدينية. ومن باب عمل المعروف ولحاجة الناس يقوم الشيخ على شؤون الطالب المادية. ويبذل في ذلك ماء وجهه وهو يدور على هذا وذاك يستجدي إحسانهم من أجل هذا الطالب وغيره من أمثاله. لكن الطالب هذا يتوهم في نفسه – وكذلك أهله – أن الشيخ مرتبط بجهة ما في هذا الكوكب تزوده بالمال حسب عدد الطلاب، وأنه يتقاضى منها راتباً لقاء جهده هذا، وأنه لولا انتفاعه لما فعل ما فعل. ولا بد أن له مقاصد الله أعلم بها من وراء حرصه هذا غير المفهوم وسعيه المحموم وراء الطلاب وتجميعهم والصرف عليهم. وهكذا تنقلب الأمور ويمسي الطالب هو المحسن، والشيخ متلقٍّ لإحسانه. لا بد أنه كنز ثمين فعليه أن يحرص عليه، وإلا تركه إلى سواه! لقد تولد عنده شعور خطير ألا وهو أن هذا المال حق من حقوقه يجب عليك أداؤه له، وأنك ملزم بذلك تجاهه فيكون الأساس الإيماني قد انتفى وحل محله شعور بأنك تشتري - وهو يبيع - ولاءه لك بهذا المال. ويشعر كذلك بأنه يعطيك مقابل ما يأخذ، حتى لو كان هذا المقابل وهماً أو شيئا مبهما لا يستطيع التعبير عنه، وأن هذا العطاء المتبادل شخصي لا ديني: فأنت تعطيه مالاً يستفيد منه مقابل شيء تستفيد منه أنت يحققه هو لك، أقله أنه صار من أتباعك! فإذا قصرت أو قطعت ما كان موصولاً لأي ظرف أو سبب شمخ بأنفه وثنى بعطفه! ثم استطال لسانه ليدخله فيما لا يحل! وساءت الظنون وبدأت الطعون، وعدت مذموماً مخذولاً ! وهكذا تسهم عقدة الشك في تنمية وتغذية عقدة اللؤم ونكران الجميل.

    شاهد من عصر التغول الشيعي في العراق
    على موقع (الرابطة العراقية) وفي يوم (11/4/2007) كتب أحد المنكوبين باللؤم الشيعي يروي قائلاً: (في صباح يوم مشؤوم استيقظنا على صوت عيارات نارية قريبة منا! نزلت من الطابق العلوي، وإذا بي أسمع أن جارنا (م) قد اغتيل أثناء ذهابه إلى عمله بالقرب من محلتنا. وجدت أن أخي أحمد (العريس الذي زف إلى عروسه قبل أربعة أيام فقط) قد خرج إلى الشارع الرئيس مع بعض الجيران، وهم يحاولون إنقاذ جارنا، ونقله إلى المستشفى. لكنه سرعان ما فارق الحياة. رجع أخي أحمد إلى البيت وكان متأثر جداً، وذهب إلى أمي - التي ما تزال نائمة - ليخبرها بنبأ مقتل جارنا ويقول لها بكل بساطة: (لأن جارنا السيد م رجل طيب فقد قُتل). فنهضت أمي مسرعة وذهبت إلى بيت جارنا. وبدأت بالضرب على رأسها والنواح والبكاء. وتجمع أقارب جارنا وإخوته، وانقلبت الدنيا لمقتله وقامت ولم تقعد. لم تتأخر الجنازة كثيراً في المستشفى؛ لأن أخا المقتول يعمل في وزارة الصحة؛ لذلك ما إن وصلت الجثة إلى المستشفى حتى تسلموا تصريح الدفن، ورجعوا بالجنازة إلى البيت. وكان الجميع بانتظارهم، ومنهم أخواي (أحمد ومصطفى). وعندما خرجوا بالجنازة من البيت كان إخوتي يحملونها مع الآخرين على أكتافهم، حتى أوصلوها إلى الشارع، ليضعوها على السيارة. وقد امتلأ الشارع بالمسلحين والسيارات نوع مونيكا. بدأ المسلحون بإطلاق العيارات النارية على الناس عشوائياً؛ ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. ثم أخذوا يرمون الرصاص باتجاه الأرض ليفرقوا الناس. وإذا بسيارتين مظللتين جاءتا مسرعتين وقد كانتا متوقفتين أمام بيت جارنا. ونزل منها شباب مسلحون، سألوا: من منكم سني؟ فأشار شخص - وهو أحد جيراننا الشيعة، وصديق لإخوتي - على أخي أحمد الذي كان واقفاً جانباً بعد أن أوصل الجنازة إلى السيارة. فهجم المسلحون على أخي وقاموا بضربه بقوة وأصعدوه إلى السيارة. لقد تبين أن هؤلاء المسلحين من فيلق بدر، كم تبين أن جارنا (الطيب)!! هو أحد قياديي الفيلق!!
    في أثناء خطف أخي أحمد كان أخي الأصغر مصطفى قد عاد إلى البيت، وتركه هناك مع المشيعين. وعندما سمع بما جرى لأخيه جن جنونه، وأغمي عليه! لكنه أفاق بعد لحظات، ليأخذ مفاتيح السيارة العائدة لأخي أحمد. لم تنفع توسلات أمي ولا توسلات زوجته، في منعه من اللحاق به. وكذلك حاول بعض الحضور، لكنه أفلت من بين أيديهم وذهب بالسيارة مسرعاً ولحق بالخاطفين عند حسينية (الأئمة) المشهورة في حي العامل.
    لم يدر أن المجرمين كانوا بانتظاره؛ لقد علموا عن طريق الموبايل من جواسيس منطقتنا بأن مصطفى قد لحق بهم، وما إن وصل إليهم حتى قاموا بالهجوم على السيارة وأنزلوه إلى داخل الحسينية. لم يحرك جيراننا أهل المقتول ساكناً، ولم يتدخلوا لانقاذ أحمد ومصطفى، ولم يقولوا لهم: إن هؤلاء جيراننا، ولا ذنب لهم فيما جرى. بل تواطأوا معهم بسكوتهم على الجريمة. ولم يكتفوا بواحد، وإنما قتلوا أخويَّ كليهما! وقد قاموا بتعذيبهما بواسطة المثقب الحديدي (الدريل) والمنشار الكهربائي (الكوسرة). ثم أطلقوا عليهما الرصاص. ورموهما فوق جنازة جارنا القيادي في فيلق بدر. ثم قاموا بخطف أربعة شباب من السنة أيضاً - وذلك قبل أن تتحرك الجنازة – وقتلوهم، ورموهم فوق الجنازة. ثم تحركوا بعدها.

    لقد وقف أخوتي إلى جانبهم، وشاركوهم مصيبتهم، وحملوا الجنازة معهم على أكتافهم. وفضل أخوتي من قبل عليهم لا يعلمه إلا الله! فنحن نطبق حديث نبينا محمد  وهو يوصينا بالجار ولكن ماذا كان الجزاء من جارنا؟!
    ملاحظة/ لم يكتف جيراننا بقتل أخوتي دونما ذنب، وإنما كتبوا على دارنا - بعد خروجنا منها – (الدار لا يباع ولا يؤجر)

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 7:51 am